مع كل إعلان عن قضايا فساد ضُبطت أقف احتراماً وأنتعش انتعاشاً وأُصاب بالنشوة لجهود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد التي تأتمر بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قائد الحزم حفظه الله وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قائد العزم حفظه الله، وتحقق عبر مكافحتها للفساد بشتى الطرق طموحاتهما للوصول إلى أعلى درجة نقاء وصفاء في بلاد الحرمين الشريفين.
وفعلاً تحقق ما قاله ولي العهد: «لن ينجو من الحساب والعقاب أي فاسد مهما بلغ قدره وقدرته ومكانته الوظيفية ورتبته ومرتبته».
وحقيقة، فإن الفساد تفشى منذ زمن مضى، وهناك من المفسدين من تقاعد وكبر ومنهم من مات وقُبر، وحقيقة أن ثرواتهم من الفساد، فهل يد العدالة ستنالهم وإن كانوا بلغوا من السن عتياً وتسترد الأموال ومن مات وقُبر وتفرقت ثروته بين أبنائه فهل تُسترد منهم الأموال لأنها ليست حقاً لهم فمكسبها حرام، هذا عن كبار الفاسدين الذين ارتشوا لتمرير صفقات المليارات عبر مناقصات لمشاريع الدولة سواء في البنية التحتية أو التطوير في أيام الطفرة، وهناك من هم أصغر منهم حجماً واستغلوا نفوذ وظائفهم ومنهم من طبق منحاً على أراضٍ تساوي قيمها الملايين ويعملون في جهات مختلفة منها الأمانات لمعرفتهم أن تلك الأراضي ملك للدولة واشترك معهم من هم مسؤولون في تلك الفترة عن الرشوة والمخالفات الإدارية، في حين أن هؤلاء المسئولين في الأمانات يطبقون منح الغلابا في أطراف المدن والى الآن بعضها غير مؤهل للعمران والسكن.
صور الفساد كثيرة وأسال الله أن يشملها الحساب حتى يتطهر بلدنا الحبيب من الأيادي الآثمة التي تستغل نفوذها لتفسد، ومن تلك الصور:
• من أبشع صور الفساد أن تتظاهر وأنت رجل دين أو داعية بمحاربة الفساد وأنت من أكبر الفاسدين والمفسدين باسم الدين!!، وهنا فإن فسادك ديني بالتشدد، ومالي بالنهب، وإداري بسوئها، وخلقي بانتهاك الأعراض باسم الزواج.
• كانت بعض الوزارات فيها شللية من الأقارب والأرحام ومناقصاتها كانت بالمليارات أي بمبالغ خيالية تفوق ما كانت تستحق تلك المشاريع وبعض من مشاريع البنية التحتية كانت وهمية.
• وكذا لا يقل عنه فساداً أن تكون مؤتمناً وتعمل في جهة مناطة بمحاربة الفساد وتغلِّب مصالحك على الأمانة المناطة بك.
• العلم المسبق عن مشاريع تُزال فيها مبانٍ، فيستغل المتنفذ علمه بذلك ويشتري بأثمان بخسة من غلابا غافلين ويعوض بمليارات!!.
• مشاريع حكومية اخترع لها مقاولون من الباطن لترسو المناقصة على شركة غير مؤهلة وتتضاعف الأسعار مئات المرات.
• من سابقٍ، مدارس حكومية جاهزة كلفت مليارات وقيمتها الفعلية ملايين.
• استغلال سيارات حكومية وسائقيها الرسميين للعوائل ومقاضي البيت ليل نهار وعلى مستوى العسكريين والمدنيين.
• كوبونات صرف الوقود لسيارات حكومية تستغل لسيارات خاصة.
• تطبيق منح مسئولين متنفذين في مواقع أرستقراطية والأغلبية في أطراف المدن بلا خدمات.
• العمالة السائبة لمؤسسات باسم الزوجات ويأخذ عليها أتاوة شهرية. وكثير من صور الفساد في مجتمعنا.. قوَّى الله ولي الأمر وولي عهده لاستئصالها من جذورها.
رسالة :
لماذا يزع الله عز وجل بالسلطان ما لا يزع بالقرآن الكريم؟ لأن عقوبة السلطان في الدنيا وواقعة أمام كل من تسول له نفسه سواء بالفساد أو ارتكاب الذنوب التي عليها حدود، وكثير من الناس يستهين بعقوبة الله في الآخرة لأنها مخفية عنهم والقرآن الكريم لا يتجاوز حناجرهم ويعتمدون على أن الله غفور رحيم ويتناسون أنه شديد العقاب، ما بينك وما بين الله من ذنوب تخصك فمرجعها إليه، وأما دماء وأعراض وأموال الناس فهي تخصهم هم، وأما أموال الدولة فحق عام، وهؤلاء هم خصوم سالبيها من الفاسدين، فربطها الله تعالى برد المظالم وما الله بظلام للعبيد، هل نعي ذلك؟.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
