ارتبط مصطلح (القوة) بالإكراه والتحدي، أما مصطلح (القوى الناعمة) والذي ابتكره البروفيسور جوزيف ناي فقد ارتبط بالقدرة على التأثير في الآخر وفي سلوكياته وقناعاته وكسب عواطفه عن طريق الجذب والاحتواء.
يمكن للقوى الناعمة أن تحقق أهدافاً قد تعجز أعتى الآليات العسكرية والأنظمة السياسية والاقتصادية عن تحقيقها وبتكلفة أقل، فالقوى الناعمة يمكنها أن تلهم الآخرين وأن تقنعهم وتجعل ما تريده هو نفسه ما يريدونه وذلك عبر أشكال وأساليب وأنماط متعددة.
تمتلك المملكة العديد من العوامل المؤثرة في هذا الجانب والتي يمكن أن تعد من القوى الناعمة وفي مقدمة ذلك ما تقدمه من خدمات ضخمة وجبارة للحرمين الشريفين وضيوف بيت الله الحرام وما تقدمه من مساعدات وخدمات إنسانية لكافة دول العالم في حين تأتي الفرص الاستثمارية والمقومات الاقتصادية عاملاً مهماً لجذب الآخرين والتأثير فيهم، كما أن المملكة تعد من أكثر الدول تفاعلاً في وسائل التواصل الاجتماعية.
وهناك عشرات الآلاف من الطلاب المبتعثين في الخارج الذين يساهمون في بناء العلاقات الهامة مع العديد من المؤسسات التعليمية.
الرياضة تلعب أيضاً دوراً هاماً في تجميع الناس بمختلف فئاتهم، ويمكن من خلالها التأثير وتصدير العديد من الرسائل الإيجابية مما جعل لها مكانة مميزة في الأجندة الدولية وجعل المنافسة تشتد في استضافة المناسبات الرياضية العالمية كما أن الانتصارات التي يتم تحقيقها في المجال الرياضي الدولي تعزز من المكانة الدولية والتعريف بها وتساهم في نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
صندوق الاستثمارات العامة أعلن بأنه أكمل الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي والذي يعد أحد أشهر الأندية في كرة القدم الإنجليزية وذلك عبر مجموعة استثمارية يقودها. وتأتي تلك الخطوة لتؤكد ليس فقط أهمية الاستثمار في المجالات الرياضية الدولية بل وما فيها من قوى ناعمة يمكن أن تساهم في تحقيق العديد من الأهداف التنموية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
