Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

صدمة التغيير..!

A A
العنوان مقتبس من كتاب الصدمة القادمة THE FUTURE SHOCK للكاتب الأمريكي «آلن تُفلر» الذي صدر في السبعينيات من القرن الماضي والذي كان بمثابة تنبؤات -مثيرة ومزلزلة- بالثورة التقنية وما ستحدثه وأحدثته من التغييرات على حياة الإنسان والمجتمعات خلال نصف قرن من الزمن بعد غزو الفضاء والبث الإعلامي المباشر بواسطة الأقمار الصناعية وهيمنة العولمة ومخاطر البيئة وتغير المناخ وأمور كثيرة أخرى.

ومن اطلع على الكتاب وما تلاه من إصدارات لنفس المؤلف على نفس المنوال يدرك ما تعيشه المجتمعات الإنسانية في الوقت الراهن حتى وإن كان في البداية لم يصدق الكثيرون كل ما ورد في الكتاب واعتُبر مجرد تنبؤات قد تخطئ وقد تصيب.

وعلى هذا المنوال أقيس -وإن بقدر محدود- على بداية الأمير محمد بن سلمان عندما أصبح ولي العهد وبدأ مرحلة طموحة للتغيير. أعلن رؤية 2030 وأسس الصندوق السيادي وبدأ مشوار الانفتاح والمشاريع التنموية العملاقة وأموراً كثيرة، كل ذلك تحت رعاية الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

العالم الخارجي ينظر إلى ما تقوم به السعودية في هذه المرحلة على أنه مجرد طفرة بكل ما تعنيه الكلمة ولكن الواقع أن هناك بدايات تبشر بتغيير عميق في حياة المنطقة والسعودية على وجه الخصوص وفرص النجاح عالية جدًا يدعمها الإمكانات المادية والطبيعة الجغرافية.

رؤية 2030 ومشروع البحر الأحمر العملاق ونيوم العالمية ومنطقة العلا التاريخية والمشاريع الأخرى العملاقة بداية في العاصمة الرياض ومناطق المملكة الأخرى.

على مستوى المشهد المحلي البعض مرتاب من الانفتاح في الترفيه تخوفًا من انجراف الشباب إلى حيث لا رجعة ولكن مجتمع السعودية ولله الحمد متمسك بالثوابت الدينية وتضافر البيت والمدرسة في رعاية الأبناء والبنات يُشكل صمام أمان بإذن الله تعالى. والتغيير سنة من سنن الحياة ولا مجال للجمود وعدم المواكبة المنضبطة.

والفارق الكبير أن تزامن الثورة التقنية والوفرة المادية وعنصر الشباب يدفع بالتغيير بسرعة يصعب على الأجيال المحافِظة استيعابها بنفس المستوى الذي يؤثر في الشباب المعنيين والذين يشاركون في تشكيل صيغة مجتمع المستقبل لأنهم هم من سيعيشه. وهذه ليست المرة الأولى فتوحيد أرجاء المملكة على يد الملك عبد العزيز كان بداية تغيير كبير شكّل نقلة نوعية وعظيمة في حياة المجتمع.

ومن جانب آخر وقبل نصف قرن تقريبًا كان هناك طلائع رواد نقلة حداثية مازال اسم أحد رموزها - محمد حسن عواد وبعض مجايليه - حاضرًا في كل المحافل الثقافية لأنهم كانوا يمثلون حركة تغيير في زمنهم.

وهذا ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان من مبادرات تغيير شاملة منذ تنصيبه وليًا للعهد برعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين يحفظهم الله. ولا بد من الاعتراف بأن روح الشباب تنظر بعين التغيير السريع المواكب والتواق للتفوق لأن قطار التغيير لا ينتظر المترددين..!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store