Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

السمعة.. بين البناء والهدم

A A
تعد (السمعة) إحدى الركائز الأساسية في مسيرة حياة الأفراد والمؤسسات، وتمثل السمعة في عصرنا الحاضر أحد الأصول الأساسية وعوامل الجذب والميزة التنافسية التي يتم امتلاكها كما تساهم في تعزيز ولاء الموظفين والعملاء على حد سواء.

لا تقتصر سمعة المؤسسات على علاماتها التجارية بل يتجاوز ذلك لتشمل الصورة الذهنية العامة التي يمتلكها الآخرون من جمهور وعملاء ومستثمرين وموظفين، ولا تتكون السمعة الحسنة بين يوم وليلة بل تحتاج إلى أعوام تعد من خلالها إستراتيجية واضحة لبناء السمعة ويتم تنفيذها على عدة مراحل مرتبطة بأهداف محددة بعيداً عن العشوائية أو الجهود الفردية أو ردود الأفعال أو النشاطات الموسمية.

هناك عدة عوامل تساهم في بناء السمعة الحسنة لأي جهة وفي مقدمتها ارتفاع مستوى الجودة في المنتجات والخدمات والتعامل الحسن للموظفين والعملاء والمساهمة المجتمعية التي يكون لها أثر إيجابي على أرض الواقع وهناك ارتباط وثيق بين السمعة الحسنة والتميز في الأداء، فلا يمكن أن تجد مؤسسة لها سمعة حسنة وأدائها غير متميز والعكس صحيح. تكوين السمعة الحسنة رحلة مستمرة تبدأ من تأسيس المؤسسة ولا تنتهي فهي ليست محطة بل مسيرة متواصلة وتعتبر من أكبر التحديات التي تواجه العديد من مديري المنظمات، فالسمعة لا يمكن أن يتم امتلاكها لأنها تعطى من قبل أصحاب المصلحة والمستفيدين، ولا يتم اكتسابها في لحظات بل تأتي من خلال التراكمات والتجارب ولا تنحصر في النزاهة والأخلاق بل تشمل الرؤية والقيادة وجودة المحتوى والميزة التنافسية والنتائج المالية والقيمة الإضافية والمساهمة المجتمعية.

مع ما نعيشه اليوم من تطور تقني هائل وانتشار لوسائل التواصل الاجتماعية فقد يقع خطأ ما لا يتم التعامل معه بشكل صحيح أو يكون هناك سوء فهم بسيط أو إشاعات أو أكاذيب أو ردود فعل متسرعة فتهدم تلك السمعة في دقائق معدودة بعد بناء وجهد استغرق سنوات طويلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store