Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الأحياء العشوائية في المدن الكبرى.. وضرورة المعالجة

A A
مشاكل الأحياء العشوائية في المدن الكبرى لم تبدأ فجأة ولكنها نمت مع نمو السكان والمدن بدون أن يشملها التخطيط العمراني المنظم. وبعد أن أصبحت تشكل معضلة اجتماعية فإن معالجتها باتت أمراً تمليه الضرورة التنظيمية والأمنية والخدماتية بسبب تكدس السكان وضيق الشوارع في مساكن صغيرة الحجم مبنية بشكل عشوائي يصعب إيصال الخدمات الضرورية لها في حالة الطوارئ بسبب ضيق الشوارع وكثافة السكان. والجهات الرسمية أخذت وقتاً طويلاً حتى اتخذت قرارًا حاسمًا بخصوص إعادة تنظيم تلك الأحياء التي أصبحت تشوه المدن الكبرى.

ومن الواضح أيضًا أن السكان كان لديهم إنذارات مبكرة بالإخلاء ولكن البعض لم يأخذ الإنذارات بجدية ويرتب سكنه حسب التعليمات المعلنة. كما أن تساهل بعض أمانات المدن والبلديات في أخذ التدابير اللازمة قبل أن تكبر الأحياء العشوائية ساهم في تضخم تلك العشوائيات بالشكل الذي وصلت إليه.

إن ما تشهده المملكة من تطور عمراني وتنظيمي يبشر بأن الخطط ستشمل كل مناطق المملكة ولا تقتصر على المدن الكبرى. في بعض محافظات المناطق هناك حماس وتسابق على بناء مساكن وصرف مبالغ كبيرة من دخولهم ومدخراتهم وفي بعض الحالات الاقتراض من أجل تأمين سكن لأسرهم، ويفترض الاستفادة من تجارب المدن الكبرى وأخذ التدابير بحيث تكون المساكن مخططاً لها مسبقًا وتوفير إمكانات الخدمات الضرورية من المدارس والمستوصفات والدفاع المدني أسوة بالمخططات التي يتم اعتمادها ويصدر بها تصاريح بناء رسمية. ولعل كود البناء الجديد تتوفر به المرونة التي تمكن البناء بشكل ميسر.

الاهتمام بنظافة البيئة والتشجير في غاية الأهمية لمواكبة تطلعات مبادرات الأمير محمد بن سلمان «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر».. والمناطق الريفية التي لازالت بكراً بأمس الحاجة للتركيز على تنفيذ الخطة ومنح المناطق -كل المناطق- الاعتمادات المالية والجدية الإدارية في الوفاء بطموحات المبادرة التي أشادت بها دول العالم بصفتها تلبي احتياجات المناخ التي أصبحت من أبرز اهتمامات الدول ولدينا فرصة ثمينة للمشاركة في الاهتمام بالبيئة والغطاء النباتي وتحسين مستويات المعيشة الصحية في أنحاء المملكة.

إن هموم المناطق العشوائية مترابطة وعلينا أن نتفهم اهمية تركيز الدولة على تطوير تلك المناطق بما يتواءم والمنظور العام للبيئة والصحة وسلامة السكان بصفة عامة، وهذا شرط ملزم للتطوير السليم.

ومن حسن الحظ أن الإرادة والإمكانات متوفرة لنقلة نوعية في هذه المرحلة من مسيرة المملكة التنموية.

وفي الختام المرجو ألا يقتصر الاهتمام بالعشوائيات على المدن الكبرى لأن المناطق الريفية وهي تعيش نهضة تنموية جريئة بحاجة لتجنب ما حصل في المدن الكبرى.. حفظ الله وطننا وقيادتنا من كل سوء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store