Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

(الحوكمة) والضمير الحي

A A
الحوكمة أمر هام في قطاع الأعمال ولها مميزات وأثر كبير على تنظيم العمل وضبط الإدارة فهي تتضمن القواعد والأسس والمبادئ الإدارية للمنشأة وتعتبر مرجعًا ودليلاً للمسؤولين والملاك وأداة لتقديم المزيد من الشفافية والوضوح والإفصاح لضمان توفر بيئة عمل إيجابية تؤدي إلى الاستدامة والاستمرارية وضمان الحقوق بشكل عام.

الحوكمة مجموعة من القواعد والقوانين والمعايير والإجراءات التي تجري بموجبها الإدارة والرقابة الفاعلة فهي أداة هامة للإدارة العليا تتمكن من خلالها توفير الرقابة المطلوبة وتنظيم العلاقة بين الأطراف وتحديد المسؤوليات والصلاحيات فالحوكمة تعد مرجعًا يستفيد منه جميع العاملين في المنشأة بمختلف درجاتهم كما أنها ثقافة ومنهج لضبط القرارات المختلفة وإيجاد مرجعية نظامية لكافة مستويات الإدارة المختلفة.

تتلخص مبادئ الحوكمة في الشفافية والمسؤولية والمحاسبة والعدالة، وقد نجد بعض المسؤولين في بعض المنظمات يسعى إلى بعض المكاتب الاستشارية للقيام بوضع أسس وهيكل ودليل الحوكمة للمنشأة ويهتم بالاستفادة من كافة الخبرات المختصة في هذا المجال وقد يخصص لها ميزانية ووقت وفريق عمل لتطبيقها.

من المؤلم أن يتم وضع الحوكمة في بعض الجهات ليس لتطبيقها ولكن من أجل أن يقال بأن هناك حوكمة في تلك المنشأة، ومن المؤلم أن تكون هناك حوكمة ولكن تطبيق تلك الحوكمة يكون بعيداً عن أحد مبادئها وهي المصداقية أو الشفافية والعدالة فتصبح حوكمة بلا ضمير وبلا إنصاف بل تصبح حوكمة وهمية.

البعض يعمد إلى تشويه معنى الحوكمة الحقيقي من خلال إنتاج حوكمة مشوهة ومفصلة وفق أطر وحدود معينة لتحقيق أهداف محددة، فتجد بأن الهدف الحقيقي من وضع الحوكمة ليس رفع مستوى التنظيم والإدارة بل جاءت الحوكمة كأداة من أجل تحقيق أهداف تم تحديدها مسبقاً ولكن يراد لتلك الأهداف أن تظهر للجمهور في قالب نظامي.

الحوكمة خطوة هامة وضرورية لأي منشأة ولكن حتى تنجح يجب أن يحكم تلك الحوكمة ضمير حي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store