Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

من يفند بعض المفاهيم الإدارية الغربية؟

A A
من ثمار البعثات العلمية التي تفضّلتْ بها حكومتنا الرشيدة والتي طالت عشرات الألوف من المواطنين شرقاً وغرباً في كل مجالات العلم والتقنية والمعرفة، وفي مختلف التخصصات، وأكثر هذه البعثات في أمريكا، هو وجود كوكبة من علماء سعوديين متخصصين في عدّة مجالات علمية وعملية.

وفي علم وفن الإدارة لاحظت أن هناك غموضًا في كتب الإدارة بدءاً بالعلماء الأمريكيين، وانتهاءً بالعلماء العرب، وهنا يأتي دور العلماء العرب في الإدارة، الذين يُتوقّع من بعضهم ألاّ يقوموا بترجمة حرفية لنصوص إنجليزية، والتي هي مفهومة لطلاّبهم وقُرّائهم.. فاختلاف البيئة التعليمية ومناهجها وظروفها؛ تفرض على علمائنا العرب أخذ جانب الاحتياط والحذر في مفاهيم إدارية غربية، وتحتاج إلى إعادة صياغة أفضل وأكثر وضوحاً؛ للطلاّب أولاً، وللقُرّاء ثانياً.. ثم إن أكثر علمائنا -ولله الحمد- لديهم القدرة والكفاءة العلمية ليقوموا بدور التصحيح لبعض النظريات الغربية في الإدارة.

وتحتاج تعاريف الإدارة إلى وقفة علمية حقيقية، وقد اكتظّتْ بها الكتب العربية، منها قول أكثرهم بأنها؛ عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة العمل الإداري.. ومؤلفونا الأفاضل يعلمون أن قائل هذا المفهوم عدد من روّاد الإدارة في الغرب.. فلو تريّثوا قليلاً لوجدوا أن هذا التعريف غير صحيح إطلاقاً؛ لأنه يعني وظائف الإدارة، ولا يعني أبداً معنى الإدارة ومفهومها العلمي والعملي، الذي هو ببساطة: أي نشاط عام أو خاص يمارسه بوعي فرد أو جماعة في وقت معيّن لتحقيق هدف محدد.. ثم من أجل صياغة هذا المفهوم بما يتفق مع الفكر الإسلامي يكون هكذا: أي نشاط مباح عام أو خاص يمارسه بوعي فرد أو جماعة في وقت معيّن لتحقيق هدفٍ مشروع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store