Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التفاعل مع مواقع التواصل..!

A A
مواقع التواصل الاجتماعي لها مزاياها الكثيرة، ومحاسنها التي يلمسها كلّ من يستخدم هذه الوسائل، ولكن تحوُّل الناس إلى الاعتماد عليها في المعرفة ونقل المعلومات وإدمان استعمالها، حوّلها من مواقع للتواصل إلى مواقع للتشتُّت والتفاصل.

لقد أصبح بعض الناس مأسوراً ومربوطاً بهذه الوسائل، وأصبحت هي التي تسيّر حياته، فقد لاحظتُ أن رؤوس بعض مدمني مواقع التواصل أصبحت مثل المايكروفونات المستخدمة في حراج السيارات، حيث تجد بداخل هذه الرؤوس الضجيج والأصوات المتداخلة، التي لا تقود إلى معنى ولا تؤسس لفكرة، وكلّ من يمتلك عقلاً رياضياً مرتباً لن تستقيم مساراته الفكرية مع مسارات الأفكار في مواقع التواصل الاجتماعي.

إن المعرفة وبناء الفكر وتأسيس الوعي لن يأتي بأي حال من الأحوال من بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذه المواقع قد تعطيك المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب، وقد تعطيك بعض الأرقام، ولكنها لا تعلِّمك التحليل وبناء الوعي والقدرة على فرز الصواب من الخطأ، لأن مثل هذه الأدوات الفكرية تحتاج إلى تعلُّم وتدريب وإطالة النظر في الكُتب المؤسِّسة للمعرفة.

نعم، أعترف أن مواقع التواصل جذابة، وتستدعيك إليها وتخطفك من بين أصحابك أحياناً، لذلك صرتُ أتعامل معها معاملة الطفل الذي يكافئه أهله بالحلوى كلما قام بعمل حسن، فانتهجتُ الطريقة التالية: أقرأ لمدة ساعة في الكتب الجادة النافعة والمسلِّية، ثم بعد ذلك احصل على فسحة لمدة عشر دقائق، أتناول خلالها حصتي من مطالعة مواقع التواصل، وهكذا بعد كلّ ساعة من القراءة أمنح نفسي عشر دقائق أتجول خلالها في مواقع التواصل.

حسناً، ماذا بقي؟

بقي القول: لقد أصبحنا كباراً، ويجب أن نسيطر على أوقاتنا، وأن نتبع سياسة الحزم والعزم مع النفس، ومكافأتها في حالة العطاء والإنجاز، من هنا فقد تعاملتُ مع نفسي من خلال قانون الترغيب والترهيب، ومبدأ الإنجاز والمكافأة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store