بعض الإداريين يسعى في فترة من الفترات إلى تحقيق بعض الأهداف الإدارية من خلال تقديم (الوعود) سواء للأفراد أو للإدارة العليا، فإن أراد تعيين أحد المرشحين فيسعى لتحفيزه بقبول العرض الحالي مع (وعد) بتحسينه مستقبلا، وإن أراد من موظف مستقيل أن يسحب استقالته فقد يلجأ إلى أن يقدم له (وعد) بتحسين وضعه، وإن أراد تحفيز موظف فيعمل على تقديم (وعد) وإن أراد كسب رضى مجلس إدارته قدم لهم (وعد) بتحسين الأداء وهكذا تتوالى الوعود الإدارية ولكن العبرة بما ينفذ منها.
يعتبر (الوعد) من الوسائل الهامة التي تعزز الثقة بين الأفراد بشكل عام والإدارة والموظفين بشكل خاص، وبعض من يقدم الوعود من الإداريين قد يكون صادقًا ومخلصًا في أن يفي بالوعد ولكن قد تأتي ظروف صعبة أو تصدر لوائح أو أنظمة جديدة أو تحدث مستجدات رئيسية أو غيرها من الأعذار الأخرى تمنع ذلك المدير من الوفاء بوعده، ولذلك فإن على كل إداري إذا ما رغب في تقديم (وعد) أن يتمهل ولا يستعجل وأن يتأكد بأنه قادرعلى الوفاء بوعده وتحمل تبعاته كما إن عليه أن يتأكد بأن الأنظمة والتعليمات تتوافق مع ما أطلقه من وعود وإلا فلا داعي أن يحرج نفسه مع الآخرين.
عندما لا يتم الوفاء بالوعد من قبل المدير فأول ما يشعر به الموظف أنه قد تم الغدر به، وأنه لا يستحق الاحترام والتقدير وأن لا قيمة له ولا مكانة لدى صاحب الوعد، كما يشعر أنه لا يستحق ما وعد به ولذلك لم يتم الوفاء بالوعد مما ينتج عنه خيبة أمل كبيرة واستياء وألم شديد وحسرة بالغة لدى الموظف في مديره، ومهما قام المدير من محاولات بعد اخلاف وعده فلن تكون لها قيمة لأن لحظة اخلاف الوعد لا يمكن تعويضها، ولذلك فإن على كل مدير أن يتمهل قبل إطلاق الوعود الإدارية فقد يكون ضررها أكبر من نفعها.