Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الصحف الورقية بين الموت والحياة!!

A A
منذ عدة سنوات والصحف الورقية تعاني من ظروف صعبة خصوصاً على المستوى الاقتصادي بعد أن تعرضت لتحديات كبرى في مقدمتها التحول الرقمي العالمي والذي جاء سريعاً ومفاجئاً لبعضها مما أثر على قدرتها في مواكبة التطورات الموجودة كما أثر بشكل مباشر على الإعلانات والتي تعتبر العمود الفقري للصحف الورقية وساهم في خفض نسب التوزيع مما جعل العديد من الصحف مهددة بالاستمرار وجاءت جائحة كورونا في العامين الماضيين لتقضي على ما تبقى من آمال لبعض الصحف في الاستمرار.

أسباب الأزمة متنوعة فهناك المواقع الإخبارية على الإنترنت والتي تغني عن الصحف الورقية، وهناك ارتفاع تكلفة المعيشة، وارتفاع تكلفة الطباعة، والانتشار الإعلاني عبر الوسائل التقنية والمؤثرين إضافة لوجود مستحقات مالية لبعض الصحف لدى بعض الجهات لم تسدد.

القضية ليست محلية فقط بل عالمية فمعظم صحف العالم الورقية تعاني منذ سنوات من الأزمة الاقتصادية إلا أن كثيراً من تلك الصحف لم تستسلم بل سعت لابتكار الحلول والإبداع وتطوير المحتوى الإعلامي وركوب الموجة في التحول الرقمي والابتكار في المحتوى.

مؤخراً نشرت صحيفة (المدينة) بأن هناك تحركات رسمية بدأت لإنقاذ المؤسسات الصحفية التقليدية والرقمية من شبح الإغلاق وأن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تعمل على استقطاب بيوت خبرة متخصصة لتقديم دراسة موضوعية حول واقع المؤسسات الصحفية التقليدية والرقمية في المملكة والتعريف بتجارب الصحف العالمية لتفادي الإغلاق بشكل نهائي. الأمور واضحة ولا تحتاج إلى دراسات وبحوث بل تحتاج إلى همة وعزيمة وتطوير للأنظمة لانتشال الصحف من أزمتها وتمهيد الطريق لها للاستدامة والمضي بشكل متوازن ومستقر مستقبلاً، فالصحف اليوم لا تحتاج إلى دراسات تكتب بل تحتاج إلى خطط عملية تنفذ وتتلاءم مع جيل المستقبل والذي نشأ في عصر شبكة الإنترنت وأجهزة الهاتف المتنقل ولم يعرف شيئاً عن الصحافة الورقية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store