Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

كانت لبنان ولن تعود حتى..!

A A
الكل عرف لبنان ملتقى طرق الحضارات ووجهة السياح والأدباء والباحثين عن الراحة والاستجمام والتأمل.. سحرها ينبعث من جوها المعتدل والهواء العليل، دانة الأدب بألوانه شعرًا ونثرًا ومسرحًا وغناءً وصحافة كانت لا يُشق لها غبار.. وفوق الأشجار تغرد العصافير وفيروز تشدو بلحن الشجن الساحر يا طير خبرني يا طير شو فيني يا طير.. واستحقت لقب العندليب بسفيرة العرب إلى النجوم.

أحلام العودة من فوق غصون الأرز وقمم الجبال انبعثت وتجلت من سحر لبنان الأخاذ الأصيل وطراوة جوها وبيئتها الراقصة على أنغام كل لحن جديد ليس من أوتار العود وصوت فيروز وحسب ولكن من بوح النصوص صريحها ومجازها وكما قيل «أهل مكة أدرى بشعابها».. فإن أهل لبنان أيضًا بهمومها وأوجاعها أعلم وأدرى.. عرفت لبنان كل شيء الحياة والقتل والحروب والاحتلال ولازالت حية ترزق تلدغها سموم الضيعة وجنون الغواية من تحت عمة السيد الذي يدين بالولاء لطهران وليس للبنان بأرزها وجمالها وأهلها وبيانها عبر العصور حتى أصبحت في مأزق التاريخ الحديث وليله المظلم الذي لابد أن ينجلي مهما طال الزمن والقول «لبنان عربية.. تكون أو لا تكون» يا أيها الغاوون هذا السؤال المصيري إذا كنتم تسمعون وتعون ما حل بكم؟.. الواقعية السياسية بكل المعايير من كل أطياف الكون تقول مشكلة لبنان داخلية وحلها داخلي بداية بنزع العمة السوداء والقذف بها في مزبلة التاريخ والعودة للتعايش السلمي الذي يحفه المحيط العربي من كل الجهات بعيدًا عن قوس الأزمات وولاية الفقيه التي لم تنفع الشعب الإيراني في المقام الأول قبل غيره من الذين غرر بهم والمشكلة كما هو معلوم جوهرية وليس مجرد استقالة حكومة وتشكيل أخرى تبقى تحتضر وتلد الاستقالة وشعب لبنان ذكي لا ينقصه إلا نزع السلاح وحرق العمامة السوداء والعودة لدستور التعايش السلمي حتى تعود لبنان كما كانت بإرثها وإبداعاتها وجمالها.

وحسب الفقرتين «أ» و «ب» من مقدمة الدستور اللبناني (أ- لبنان وطن سيد حر مستقل وطن نهائي لجميع أبنائه..) (ب- لبنان عربي الهوية والانتماء وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها..) ولكن.. لبنان من بعد مقتل الحريري وحرق المرفأ لم تعد مواكبة ولا تعلم وتعترف أن العالم تغير وأن أسلوب شراء الذمم إلى غير رجعة وأن الاستقالات لم تعد تعني شيئًا حتى يكون هناك جراحة عميقة تستأصل كل الأمراض المزمنة تبدأ بنزع سلاح السيد وبتر يد مصادرها لصالح ايران والوقوف تحت علم الأرز حتى تعود لبنان دولة واحدة ذات سيادة وإلا فلا أمل حتى وإن غنت فيروز ألف مرة.. أجراس العودة فلتقرع... وغيرها من جميل شدوها..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store