Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

فورمولا (1).. حدث لن يمضي!

A A
جدة قامت ولم تقعد إلا وهي تُودِّع الحدث الرياضي الأكثر شهرة في العالم، النسخة الافتتاحية لسباق الجائزة الكبرى لفورمولا 1، من 3- 5 ديسمبر 2021م، والسباق قبل الأخير في تقويم موسم الفورمولا 1!. هذا الحدث الرياضي الذي يقام لأول مرة في شوارع مدينة جدة التي تجاوز عمرها 2500 سنة، وتعتبر جوهرة البحر الأحمر، تحولت في أشهر قليلة إلى حلبة سباق أبهرت العالم بتخطيطها وجمالها على كورنيش جدة الرائع لن يمضي من العقول والقلوب والذاكرة!.

عاش سكان جدة وضيوفها فترة من التشويق والحماس، سبقت تشويق وحماس حضور فعاليات سباق فورمولا، لأن التحدي أكبر من الحدث بحد ذاته، فتحويل كورنيش جدة إلى حلبة سباق، وتوفير أماكن ومنصات جماهيرية تستوعب الأعداد الكبيرة، وتوفر لهم أماكن جلوس مناسبة لمشاهدة حلبة السباق، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى على هامش السباق، كمواقف السيارات، والمطاعم الفاخرة، وأكشاك البيع، وغير ذلك مما يعد من متطلبات حدث عالمي كهذا الحدث الرياضي الجماهيري، الذي حضره جمهور من مدينة جدة، ومن داخل المملكة وخارجها، هو هذا التحدي الذي نجحت فيه السعودية، ونجح الوزير الشاب عبدالعزيز بن تركي الفيصل آل سعود، وكل المؤسسات المساهمة في تهيئة البنية التحتية لنجاح فعالية عالمية على هذا المستوى.

هذه الفعالية هي جزء من رؤية ولي العهد الشاب، أمير الشباب، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هذه الرؤية التي كنا غير واثقين من تحقيق أهدافها في بداية انطلاقتها، لكننا كل يوم نكتشف أننا حصدنا نتائج مذهلة، وأننا نتقدم في اتجاه المستقبل بسرعة وقوة، لكن دون تغيير يربك حياة المواطن، بل تغيير يُحسِّن ويُجوِّد حياة المواطن والمقيم، ويفتح الوطن لاستقبال الجميع دون تمييز أو إقصاء

في الحقيقة عندما وجدتني أكتب هذه المقالة، لم يكن في نيتي التطرق إلى سباق الفورمولا 1، لأني لم أحضر لأرى، لكني تابعت الاستعدادات وتابعت حديث أبنائي، وقديما قالوا: «ليس من سمع كمَن رأى»، لكن وسائل التواصل والإعلام، تُوفِّر هذه الرؤية، حتى لو كانت غير مكتملة، فالحضور وحماس المشاهدة وتوتر المتابعة، وملامسة الواقع عن قرب يكون مختلفاً بالتأكيد، لكني وجدت قلمي يخوض في هذه المناسبة المبهرة المبهجة رغماً عن رغبتي، خصوصاً وأنا أرى ضيوفاً من كل الجنسيات على الطائرة خلال عودتي من دبي صباح الأحد، كلهم بالتأكيد جاءوا لحضور سباق فورمولا 1، وهذا مبهج في حد ذاته.

هذا الحراك الرياضي الذي حرك بقية الكيانات «الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياحية»، يستحق الكتابة مرات ومرات، لأن رؤية 2030 تحقق أهدافها، وتحقق قفزات سياحية لجميع مدن المملكة، بينما حظيت الرياض بموسم ثقافي وسياحي مبهر، حظيت جدة بحدث رياضي عالمي، وبعده مهرجان سينما البحر الأحمر، ونادي اليخوت.

وأنشطة أخرى تستعد لها مدن المملكة الأخرى تُحرِّك اقتصادها بعد ركود كورونا الطويل، فالفنادق والمطاعم مكتظة، وخطوط الطيران تعمل بكامل طاقتها، وفرص عمل تُفتَح لشبابنا، وعقول أبناء الوطن تنبغ وتبدع في كل مجال، لإنجاح كل عمل ونشاط وحدث يحدث على أي بقعة من أرض الوطن.

أجل يستحق هذا الحدث أن نفخر بحدوثه على أرضنا، مع هذا لابد من رصد بعض المنغِّصات التي عانى منها الحضور، ليتم تداركها في الفعاليات القادمة، كالوصول إلى المواقف والدوران من طريق الملك أخذ ساعات، كذلك منع دخول المأكولات أو المشروبات، أدى إلى تدفق الحضور إلى أكشاك البيع مما شكَّل ازدحاماً وطوابير طويلة مرهقة، كذلك الخروج من حلبة السباق وقطع طريق الملك كان مرهقاً جداً، ربما لم يشعر به المنظمون أو الفئات الأعلى لأن لهم مسارات أخرى ربما!.

لكن هذه الملاحظات البسيطة لا يمكن أن تُقلِّل من الجهود المبذولة لإنجاح هذا الحدث، وأنه سيظل راسخاً في قلوب وعقول العالم زمناً طويلاً، وبالأخص سكان جدة!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store