Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

ماذا قدّم العام 1727 للعالم؟!

A A
* لم يكن العام 1727م عاماً عادياً بالنسبة لتاريخ شبه الجزيرة العربية والعالم، فقد شهد الشهر الثاني من هذا العام، وبالتحديد اليوم الثاني والعشرين منه، تأسيس كيان سياسي عظيم وفريد من نوعه، حين انطلق نور التوحيد من مدينة الدرعية، ليُعلن عن بزوغ نجم دولة عظيمة، لملمت شتات ذلك الجزء الصحراوي من العالم، ووحَّدت قبائله المتنافرة، بعد أن اتخذت من الشرع الحنيف منهجاً لها، ومن خدمة الإسلام والمسلمين هدفاً لا تحيد عنه، فكان أن ظهر للعالم والبشرية دولة خير وحق وعطاء؛ قدَّمت للإنسانية الكثير والكثير من الأيادي البيضاء والخدمات الجليلة، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل على كافة الصُعد الدينية والإنسانية، والاجتماعية والسياسية، والعلمية والثقافية.

* كان العام 1727م هو عام (الإرادة).. إرادة البناء، فكانت لبنة التأسيس الأولى للدولة (الحلم) التي وضعها الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله-، معلناً بداية رحلة أعظم وحدة «لم شمل» و»تجميع شتات» و»توحيد صفوف» شهدتها الجزيرة العربية في العصر الحديث، بقيام الدولة السعودية في نسختها الأولى، لم تكن جزيرة العرب تعرف قبل العام 1772م وحدة سياسية شاملة، كالتي أوجدها الإمام، والتي حوَّلت الدرعية من (المدينة/ الدولة) إلى عاصمة الدولة الواسعة، والتي منعت أي نفوذ أجنبي من التشكُّل والسيطرة على تراب هذا الوطن؛ منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم بحمد الله، وعلى نفس المنهج والأهداف والخطى المباركة تبعتها الدولة الثانية 1824-1891م.. حتى جاءت «السعودية الثالثة» 1902م، والتي لم تخرج كذلك عن تلك الأطر والمناهج الإسلامية والإنسانية والوطنية التي رسمها الأجداد، بل زادت بالتوسُّع في لعب أدوار أكبر على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، إيماناً منها بدورها كعضو فاعل في المجتمع الدولي، وكقلب نابض للعالم الإسلامي.

* (295) عاماً من العمل الوطني والعربي والإسلامي والدولي، تُؤكِّد عمق حضارة هذه البلاد العظيمة، وقوة مبادئها، وتُبرز صلابة جذور هويتها الخيّرة، وأعمالها الإنسانية التي يشهد بها العالم أجمع، فلطالما كانت اليد السعودية ممتدة بالخير والعطاء والدعم لكل دول وشعوب المنطقة، انطلاقاً من مبادئ راسخة، وثقافة تُدرك حجم مسؤوليتها العربية والإسلامية، وستبقى جسور الخير ممتدة بالعطاءات الإنسانية للاجئين والنازحين والزائرين، وستظل المبادرات الخيرية والإنسانية عبر رابطة العالم الإسلامي، وعبر الهيئات والمنظمات الخيرية الأممية، ومن خلال الصندوق السعودي للتنمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

* لم يعد العالم بعد 22 فبراير 1727م كما كان قبله، بعد أن أشرقت شمس المملكة العربية السعودية على الوجود.. وفي خِضمّ احتفالاتنا كسعوديين بيوم التأسيس، نرفع الأكف بالدعاء بأن يحفظ الله هذه الدوحة الإنسانية العظيمة، «قادتها وشعبها، وأمنها وأمانها»، وأن يتغمَّد مُؤسِّسيها بالرحمة والمغفرة، ممن لمّوا الشمل، ووحَّدوا الأمَّة، وزرعوا الأمن، ونشروا الخير والحق في كل أرجاء الأرض.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store