Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

أوكرانيا.. بداية أم نهاية؟!

A A
مع بداية التهديدات الروسية لأوكرانيا، بدأت التكهنات، حول الحرب العالمية الثالثة، لأن العالم شهد حتى الآن حربين عالميتين، أي أن الحرب لم تكن بين دولتين فقط، بل انقسم العالم إلى قسمين، متنازعين، يقتتلان بكل شراسة، دون اعتبار لما أصاب البشر من ويلات الحرب من دمارٍ وقتل، وفقرٍ وشح الموارد الغذائية، لذلك كانت فكرة الحرب العالمية الثالثة تُوحي بالذعر، خصوصا في هذا العصر الذي يمتلك أسلحة الدمار الشامل، والتقنية الرقمية!.

كانت النبوءة تشير إلى حرب، تتم على نطاقٍ عالمي، ربما تصبح حربا نووية، تؤدي إلى تدمير الكرة الأرضية، تلك النبوءة أو التكهن، ربما عادت تعزف بصوت أكثر وضوحا، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، والرفض العالمي لهذا الهجوم، الذي تبلور في عدد من إجراءات عزل روسيا اقتصاديا ودوليا، لإجبارها على التراجع، ووقف الحرب قبل أن يتطور الوضع إلى ما لا يُحمد عقباه.

ربما توقَّع العالم أن التهديدات الروسية لأوكرانيا لن تتحقق على أرض الواقع، وأن بوتين سيرتعب ويكش من تهديدات أمريكا، العدو الأزلي للاتحاد السوفيتي، عندما كانت الحرب الباردة في أوجها بين قطبي العالم قوة وامتدادا وتقدما، حتى انهار أحد قطبي الصراع العالمي، وتحررت الدول التي شكَّلت الاتحاد الروسي، وأصبحت روسيا ضمن حدودها الإقليمية جارة ودودة وفي حالها!.

حتى تلك التنبؤات التي تأتي مع بداية كل عام ميلادي، بقيام حرب عالمية، يُحاول المرء تجاهلها، أو إسقاطها في غياهب النسيان، لكن الواقع أقوى من كل الحيل التي يمارسها العقل لرؤية مستقبل مشرق بالخير والسلام!. في فبراير 2022م، عاد مصطلح «الحرب العالمية الثالثة»، تزامنا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وازدادت المخاوف بأن تكون هذه الحرب هي الشرارة التي تشعل حربا عالمية مدمرة.

تكتل العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية ضد روسيا، ومحاولة دعم أوكرانيا عسكريا، ربما يكون هو البداية لنقل الصراع من الإقليمية إلى العالمية، لا أحد يستطيع رؤية الطريق ومواقد الحرب مشتعلة، لا أحد يمكنه التفكير بعيدا عن عتمة التشاؤم، وأن القادم ربما أسوأ من كل التكهنات والتوقعات، حتى أسوأ من تلك الحروب الكونية السينمائية، التي يشاهدها الإنسان للمتعة رغم قسوتها، إلا أنه يعلم أنها خيال!.

الحرب العالمية الثانية، اندلعت في 3 سبتمبر 1339- 1945م، نتيجة تجاهل ألمانيا الإنذار البريطاني بوقف العمليات العسكرية في بولندا، وتكوَّن نتيجة لذلك «الحلفاء والمحور»، كحلفين عسكريين متنازعين، لذلك تعتبر من أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية، شارك فيها الطيران، وألقيت خلال تلك الحرب القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، قُتِلَ خلال تلك الحرب أكثر من 100 مليون شخص، وغيرت الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، أدت أيضاً إلى إنشاء الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي، ومنع الصراعات في المستقبل، إلا أن تلك المؤسسة الدولية عجزت عن القيام بهذه الخطوة الرئيسية لتأسيسها، أي منع الصراعات!.

لا زال العالم يُتابع، وقلبه يخفق، خوفاً ورجاءً، ولا زال التعنت الروسي على أشدّه، ربما هي أطماع قابعة في ذهنية الروس، باسترجاع الدول التي تحررت من قبضة الاتحاد السوفيتي إلى الحظيرة مرة أخرى!.

لكن المثير هو حرب الشائعات التي وصلت إلى هواتفنا حول الرئيس الأوكراني، «فولديمير زيلينسكي»، لتبرير الحرب الروسية على أوكرانيا، دون النظر إلى حالة الذعر والفزع واليأس؛ التي تشاهدها على وجوه المدنيين الفارين من القصف الصاروخي المكثف على مساكنهم!.

الآن الحرب لها أبعاد، ربما أكثر تأثيراً من الحروب السابقة، لذلك نرجو ونتمنى أن تنتهي سريعاً، ويجني التفاوض بين الطرفين ثماره المرجوة، وانتهاء الحرب، لتعود الحياة مستقرة آمنة، دون تفكير في تداعيات مستقبلية تصل إلى كل مكان!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store