Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

تكريم الكرام

A A
لم يكن مستغرباً قيام ديوانية آل رفيق الثقافية بالمدينة المنورة؛ بتكريم العديد من كتاب المدينة المنورة من خلال الديوانية، التي تعوَّدنا منها الاهتمام بالثقافة العامة والمثقفين منذ بداياتها وحتى يومنا هذا، وهي تعمل بمجهودات فردية كبيرة، وتضع بصمة وثقة في ميدان الثقافة بالمدينة المنورة، وقد أعادت إلينا ذكريات الصوالين والديوانيات الثقافية والأدبية التي كانت في جميع أروقة ومنازل معظم أهالي المدينة المنورة.

الصوالين الثقافية، التي كان لها دور أساسي في رواج الفنون والآداب، وقدمت عددًا من الأدباء والمثقفين والفنانين والشعراء إلى المجتمع، لم تكن خير مُروِّج للثقافة فقط، بل مجالس للتعليم، بمنزلة جامعات غير رسمية، وأهم ما يميز الصالونات الأدبية والثقافية السعودية، التنوّع، فهناك منتديات ذات طابع أكاديمي من حيث الطرح والحضور والنقاش، وهناك صالونات تهتم بالاحتفاء بالناجحين وتكريمهم ولها حضور إعلامي محلي مميز، وهي تسهم في خدمة الحركة الثقافية السعودية، وتُعزِّز العلاقات بين الشباب وأصحاب الخبرات عبر اللقاءات بينهم والتفاعلات الثقافية، كما أنها تُسلِّط الضوء إعلاميًا على مَن يطل من خلالها على شريحة الحاضرين والمتفاعلين في الصالونات، ومن أهدافها: تقديم المعرفة في مجالات مختلفة من العلوم والآداب والاجتماع، والسياسة والاقتصاد، وفتح المجال للشباب البارز في فروع المعرفة لتبادل المزيد منها، إلى جانب اكتساب الخبرات والمعارف الجديدة، وكذلك تقريب وجهات النظر وتدريب النفس على حسن الاستماع للآخرين، وأيضاً تكريم المبدعين من العلماء والمفكرين، والشعراء والأدباء وغيرهم، ونشر بعض إصداراتهم، والتعريف بأعلام العلم والثقافة والفكر السعوديين، وتوضيح إسهامهم في نهضة وخدمة الوطن، وتعزيز ثقافة الحوار في التقارب الفكري بين الأجيال، واستعراض القضايا الاجتماعية المعاصرة؛ في محاولة لإيجاد حلول لها، فالتأكيد على تأصيل الثقافة السعودية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، تأكيدًا لدورها في الحضور والمشاركة الفاعلة في المناسبات الوطنية.

ومن أشهر الصالونات بالمدينة المنورة، صالون السيد أمين مدني، ومنتدى محمد كامل خجا، ومنتدى الدكتور نايف الدعيس، أما ديوانية آل رفيق تعود بجذورها التاريخية إلى القرن الثالث عشر الهجري، إلى المحدث والفقيه الحنفي الشيخ عبدالغني الدهلوي -رحمه الله- أحد أبرز علماء المسجد النبوي، الذي ساهم في النهضة العلمية بهذه المدينة المباركة، وبعد وفاته -رحمه الله- قصد طلبة العلم ابنته أمة الله، التي كانت فقيهة المدينة المنورة في تلك الفترة لعلو إسنادها وتعميرها -رحمها الله-، فكانت تجيز بسندها المتصل لطلبة العلم، وأخذ عنها ابنها الشيخ عبدالكريم رفيق -رحمه الله- الذي كان مدرِّسا بمدرسة العلوم الشرعية عند تأسيسها، وأجاز لعدد من العلماء المشهورين إجازات بسنده المتصل، وأكمل مسيرة هذه الديوانية حفيد الأسرة محمود بن أحمد عبدالكريم رفيق وأبنائه لتغدو بإذن الله رافداً للفكر وملتقى للمفكرين والمثقفين، ومعلماً هاماً -بمشيئة الله- يساهم في الحراك الثقافي في المنطقة.

ومن هنا أُقدِّم للديوانية -رئيساً وأعضاءً- الشكر والامتنان على تكريمهم واحتفائهم، وتدشينهم لعدد من الكتب.. والكُتَّاب هم: بروفسيور سند لافي الشاماني، وكتابه: التعليم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والدكتور محمد سالم الصفراني، وكتابه: ما بعد الشمولية، والدكتور أحمد أسعد خليل، وكتابه: الزاوية الأخرى، والمهندس كمال حسني القبلي، وكتابه: 100 خطوة للنجاح والإنجاز في بناء المباني، والدكتور صالح أحمد ذياب، وكتابه: التبغ أبو الخبائث، والأستاذ حامد أحمد الشريف، وكتابه: مستشار مع وقف التنفيذ. وفقهم الله، وجعلها في ميزان الأجر والمثوبة من الله.. فـ(مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله).. حديث صحيح.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store