Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

المدير الأحمق..!!

A A
كيف أعرف بأنني أحمق، وكيف أكتشف إذا كان مديري أحمقًا؟!..

للحمقى صورٌ كثيرة ومتعددة، وهم جزء من المجتمع نتعامل معهم، أو قد نضطر للتعامل مع أحدهم، أو مجموعة منهم بشكلٍ مباشر في مواقف مختلفة، والأحمق ضعيف فيما يعقله، يغضب في غير موضع الغضب، ويضحك في غير موضع الضحك، ويضع الشيء في غير مكانه، وقد تحتار في التعامل مع هذا الصنف من الناس، وخصوصًا إذا كان في موضع المسؤولية والإدارة.

المدير الأحمق يكون في الغالب سلبيًا وعدوانيًا، هو الذي يعامل الموظفين كأنهم غير موجودين، يصدر أحكاماً متسرعة عليهم، ويتجاهل طلباتهم، ويدعو الموظفين المفضلين لديه فقط بالحضور إلى مكتبه، وإلى المناسبات الرسمية، ويتعامل مع البقية بتعالٍ واستفزاز وإحراج لإنجاز مهامهم، وقد يدعو الموظفين إلى اجتماعات بعد أوقات الدوام، أو حتى في الإجازات، ويعمل على التقليل من جهود الموظفين، واستخدام الغضب السريع، والتنابز بالألقاب، واستخدام الكلمات البذيئة في كل جملة تقريباً، والعبوس مع بداية الدوام دون أي سبب، وهذا يخل بجودة العمل، وتضخيم المشكلات التافهة، مما يؤدي ببعض الموظفين إلى التملق والمدح، وانتشار الأكاذيب والشائعات في بيئة العمل، وكثرة الشكوى، وهذا كله ينعكس على الإنتاجية، وتحقيق الأهداف المطلوبة للعمل.

مع الأسف هذه الصور موجودة نسبيا بين بيئات العمل المختلفة، وأصعب من وجود الموظف الأحمق هو وجود المدير الأحمق، لأن تأثير الموظف على بيئة العمل ضعيف مقارنة بالمدير الأحمق.

كيف أكتشف الأحمق وكيف أتعامل معه؟!..

يتسرع الشخص الأحمق في التعبير عن غضبه، ويمكن استثارته بسهولة، ويقوم بأعمال متهورة دون مراعاة العواقب، ويتباهى بأخطائه، فهو يفعل ويقول ما يطرأ على ذهنه، مهما كان تأثيره على مستقبله، يتحدث باستمرار بطلاقة وتفاخر بدون توقف، ولا يعطي الآخرين فرصتهم في الحوار، ولا يستمع باحترام إلى غيره.. لا يجد متعته في الفهم لكن في بث آرائه الخاصة، يرفض النصح والمساءلة والانضباط، كما لا يرغب في الوفاء بوعوده، أو الاعتماد عليه، كما لا يُفضِّل أن يُسأَل عن شيء، يتشاجر كثيراً، يُفضِّل طريقة العراك بدلاً من الحوار المتحضر، لديه طموح النجاح وحيداً، لا يتعلم من تجارب الماضي.

تذكَّر أن وجود أي شخص بحياتنا، لم يأتِ بمحض الصدفة، إنما هو ابتلاء من الله، علينا التعامل معه بكل ما نملك من عقلٍ وحكمة، بدلاً من تجنُّبه.

الهروب بذكاء أحياناً يكون حلاً مريحاً للتخلص من الشخص دائم الحماقة، ويُجنِّب الضحية الكثير من المواقف البغيضة، لكن يعجز البعض عن فعل ذلك، ويبقى عالقاً في نفس المكان، فيُصبح مضطراً للتعامل مع الحمقى، ويعود ذلك لعدم توفر فرص أفضل له، أو لأنه يشعر بنوعٍ من الرضا الوظيفي، يريد المحافظة عليه، بينما يُواجه شخص آخر؛ الحمقى ويُحاربهم.

لا تنخرط مع المجانين، إنها أفضل نصيحة لتجنُّب الحمقى، فالحمقى كالمرضى، يُعانون من مرضٍ خطير ومُعد، فعليكَ أن تحافظ على مسافة بينك وبين الأحمق.

استخدم إستراتيجيات التملُّص، بالتأخر قليلاً عن الاجتماع معه، أو المغادرة باكراً، مثلاً: َلِكَي تختبئ في تفاصيل المشهد، لابد من إتقان فن الحضور دون لفت انتباه الحمقى.

على الشخص أن يبتكر أساليب تُناسب كل مأزق يمر به، بحسب ظروفهِ وشعور الشخص تجاههِ. مثلاً: بدل المواجهة في الحوار وجهاً لوجه، يمكن استخدام أحد وسائل التواصل الأخرى.

(لكل داء دواء يُستطبّ به... إلا الحماقة أعيت مَن يُداويها).


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store