Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

كيف نستفيد من شهر رمضان؟

A A
رغبتُ في مشاركة العديد من الكتّاب الممتهِنين في كتابة النصائح والإرشادات المفيدة في شهر الصوم المبارك، لعلِّي أنفع بما أكتب، فأكسبَ أجر ذلك من الله أكرم الأكرمين.. والذي أراه في هذا الموضوع بالذات هو أن يقف المرء وحده أمام مرآة نفسه وقفة صريحة، لا يعرف أموره الخاصة به أحدٌ سواه.

لا يوجد شخص كامل الأوصاف.. أي لا يخلو المؤمن من صفات حسنة وأخرى سيئة، قلّتْ أو كثُرتْ، الله وحده يعلمها، لأنه يعلم ما تُخفي الصدور.

فإذا خلى المؤمن بنفسه في شهر رمضان، بنية إصلاح نفسه، وترميم سلوكياته صادقاً مع الله تعالى؛ فالله تعالى يبارك له في نيته؛ لتصحيح وضْعه، وعلاقته مع الله عزّ وجلّ.. فالله تعالى يفرح بتوبة عبده، ويهيئ الأسباب التي تساعده على الإقبال عليه سبحانه وتعالى.

مثال على ذلك.. مشكلة التدخين سواء كانت سجائر أو شيشة، والتخلّص من مخلفات التدخين من الروائح الكريهة، التي لا يشعر بها المدخن؛ بينما يشعر بها المتعامل معه أثناء الحديث معه، أو ركوبه لسيارته، أو زيارته لمكتبه في العمل أو لبيته.. فهل يكره المدخّن أن يترك التدخين؟ كلاّ، والدليل على ذلك أنه دائماً يردّ على من ينصحه بترك التدخين بقوله: أدعُ لي بأن يعينني الله على تَرْكه.. ولو كان ما يمارسه من تدخين خيراً له، لما طلب من كل ناصح أن يدعوَ له بالتخلص من هذه العادة السيئة.

الحقيقة، إن كان صادقاً في رغبته بترك التدخين، فشهر رمضان خير معين له على ذلك إن شاء الله.. فالمدخّن يمتنع عن التدخين من أذان الفجر حتى أذان المغرب، وهذه ساعات ليست بالقليلة، لعلّ باستمراره على هذا يتمكّن من السيطرة على رغبته في التدخين، فيكبح جماح نفسه؛ ليعود إلى وضعه الصحيح.. وفي إمكانه يرشّد في عملية التدخين بحيث يتناول عدداً أقل من السجائر في الأسبوع، ثم أقل في الأسبوع الثاني، وهكذا إلى أن يمتنع عنها تماماً بنهاية الشهر المبارك.. والله الموفق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store