Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل ينتصر اليمن على اليمن..؟!

A A
النص التالي تمت صياغته قبل اختتام اللقاء اليمني في الرياض الذي تكلل بالنجاح في مرحلته الأولى والأمل أن يبنى على ما تم ويكون بداية إعادة السلم لليمن وأهله شمالًا وجنوبًا حتى يكون سعيدًا، أضع هذا الاستهلال في المقدمة للإيضاح:

الانتصار على الذات أكبر الانتصارات التي تعيد للإنسان والمجتمع والدولة أمنها واستقراراها وتبعد نزعات الانتقام وأوهام الانتصارات المزعومة..

واجتماع الإخوة اليمنيين في الرياض الهدف منه حوار بين شركاء في الوطن والمصير وعندما يبدأ الجميع بحسن نوايا بأن الغلبة على هذا الطرف أو ذاك لا تعد انتصارًا وإنما الانتصار هو العودة للتوافق والإخاء والعيش الكريم تحت مظلة المصير الواحد والسير في طريق واحد يخدم الجميع ويؤدي بهم إلى مستقبل أفضل بعد أن جربوا الاقتتال وسفك الدماء والدمار لمنجزاتهم مهما كان مستواها لأن فقدانها خسارة لكل الأطراف ولا جدوى في صراع الرابح فيه خسران بدون منازع.. وقصة اليمن ليست جديدة ولم تبدأ بعاصفة الحزم ولكنها تكاد تكون أزلية لأن الحلول السابقة لم تكن سوى حلول وقتية لم تقضِ على جذور الخلافات وتداعياتها عبر الزمن والأجيال وهذا ما ينبغي ويجب أن يفكر فيه المجتمعون في الرياض ويستغلون فرصة تاريخية للخروج من أزمة الانتماءات التي لم تعد على اليمن وشعبه العريق أيًا كانت المرجعية إلا بالمزيد من الألم والبؤس والتخلف في الوقت الذي تسير دول العالم إلى الأمام وتحقق إنجازات تعود بالنفع والعيش الكريم.

هذا الطرح من خارج الصندوق ليس القصد منه ابتكار جديد لأن كل فرد في قاعة الاجتماعات يدرك أنه في عصر مختلف ويجب التقاط فرصة لحظة الوفاق والتخلي عن المواقف الوهمية لأن واقع المستقبل لا يقبل أنصاف الحلول وعنتريات الجبل التي تجاوزها الدهر فإما أن تستيقظ وتقبل العيش مع أهلك وجوارك وإلا تبقى في بؤرة التخلف والعوز والفقر والحرمان.. والخيار متاح إذا احتكم الجميع للعقل المستنير وليس خيارات الطرق المغلقة!.

المكان والزمان يوفران الفرصة لأن يستيقظ يمن الأمس من أجل يمن اليوم وغدًا وهم معًا إخوة كرام بعيدًا عن التطرف لأن كل الدماء التي تسيل واحدة لها حرماتها وخسارتها تعم ولا تخص، والصلح بين الإخوان يعم ولا يخص والكل رابح والانتصار على الذات لمصلحة الجميع..

وعندما ينظر الشعب اليمني لمن حولهم في الإمارات والسعودية وقطر وكم تحقق من إنجازات وكيف تعيش الشعوب واليمن لديه الشيء الكثير ليسير مثلهم وربما أفضل في حالات كثيرة بسبب الخيرات الطبيعية والطاقة البشرية التي يملكها اليمن إذا تخلى بعض أبنائه عن سراب الوهم الذي اندرجوا في أنفاقه المظلمة مع إيران الإرهابية المارقة..

وفرصة انتصار اليمن على اليمن أمامكم متاحة وأنتم أهل لها والزمان والمكان يوفران لكم الخروج من الاجتماع وكل واحد يعانق الآخر منتصرين على الذات في المقام الأول وحاملين بشائر المستقبل لأهلكم وأبنائكم في اليمن.. فهل أنتم فاعلون..؟

البيان الختامي يبشر بالخير والأمل إن فهم التوافق والبناء عليه بالطرق الإيجابية وليس بمفهوم غالب ومغلوب واليمن المنتصر على الذات يستحق مستقبل أفضل وكل من يعمل من أجل ذلك يستحق الاحترام والتقدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store