يقول الإمام علي بن أبي طالب: «من شاور الناس شاركهم عقولهم»، وأنا -ولله الحمد- من الذين يستشيرون الناس خاصة ونحن نلاحظ حرص الناس ورغبتهم في مساعدة من يطلب العون منهم، وحتى أثبت لكم صدق ما أقول إليكم القصة التالية:
قبل أيام كتبت تغريدة أقول فيها:
مدد.. مدد يا قوم؛ أحتاج مساعدتكم في اختيار المفردة المناسبة لهذا البيت.
#ناصية
حين فكرت في منهج: «تبسيط الحياة» هجم عليّ شيطان الشعر فقلتُ:
بسّط أمورك.. فالحياةُ بسيطةٌ؛
وأرى البساطة......
1 - ديدن
2- قِبلة
3- عملة
4- مهنة
5- منهج
6- وجهة السعداء.
#قاله_العرفج
يا قوم؛ أرجو المساعدة في اختيار المفردة وأخص بالذكر الشاعر المتألق د. فواز اللعبون. بعد هذه التغريدة تفاعل الناس شرقاً وغرباً بالمئات، منهم من جاء في تويتر ومنهم عبر الواتساب ومنهم عبر السناب شات، وكل هذا الدعم حفزني وحرض أفكاري لكتابة المزيد، خاصة وأن الشاعر المميز «فواز اللعبون» استحسن كلمة «مذهب» وأضاف كلمة أخرى وهي (حلة)، أما المغرد عبدالله حامد فقد أضاف كلمة «طبخة» معللا ذلك بقوله: إن السعداء وحدهم فهموا سر الطبخة وطبقوه».. فما رأيكم؟ بعد هذا الاستفتاء أدركت أن الكلمة الفائزة هي على التوالي:
1- منهج
2- ديدن
الأكثر من ذلك فاجأني بعض أهل الذوق والشعر بإضافة كلمتي (مذهب وعادة) وهما مفردتان لا تتفقان وتتسقان مع السياق.
إن تفاعل الناس أغراني بكتابة عدة أبيات تدور حول هذا المعنى منها:
سير أمورك فالحياة بسيطة
والسير دوماً عادة السعداء
كما كتبت في نفس الورقة بيتاً آخر يقول:
خذ الأمور بحكمة وبساطة
إن الحياة تمثل البسطاء
وقلت كذلك:
بسطت عيشي فاسترحت ولذتي
أدركتها في اليسر والتبسيط!
وقلت في مكان آخر:
إن البساطة راحة وسعادة
وأرى البسيط بجانب السعداء
وقلت أيضاً:
السير والتبسيط مهنة أحرفي
إن البساطة ديدن الحكماء
حسنا ماذا بقي:
بقي القول: يا قوم؛ شكراً لكم من القلب على هذا التفاعل الذي أثرى معنى البساطة وزاد من تعلقنا بها، ويبدو أننا متفقون بأن البساطة صديقة السعادة، لذلك نجد أن السعداء من البسطاء، والبسطاء من السعداء.
وأخيرًا زارني شيطان الشعر وأنا أكتب هذا المقال فقلت:
رأيت اليسر يغلب كل عسرٍ
وعند الله تيسير الأمور
أو نقول:
رأيت اليسر يغلب كل عسر..
وهذا اليسر حلال الأمور..!
هيا ياقوم.. ماذا تختارون؟
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
