Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

صور من العقوق

A A
تحدثت في مقالة سابقة عن عقوق الوالدين وذكرت بأنها من أكبر الكبائر كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثًا: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).

واليوم وأنا اتصفح وسائل التواصل الاجتماعي قرأت عن شخص عاق لوالدته الساكنة في بيتها الذي ورثته عن زوجها؛ يريد إخراجها منه بناءً على اقتراح من زوجته لحاجته إلى المال، وأسكانها في غرفة بسطح المنزل.. إنه فعلٌ قبيح، وإذا صحّ تشجيع زوجته له على هذا الفعل؛ لاَمرٌ أشَدّ قبحاً وتدفعه بهذا إلى الهاوية، وقد حذّر الله في كتابه الكريم وبيّن الحدّ الأدنى للعقوق وهي قول كلمة: أُف، ثم الحد الأعلى وهو أن ينْهرهما، وأمر بأن يقول لهما قولاً كريماً.

وقال النبي عليه الصلاة والسلام إن الله حرم عقوق الأمهات ووأد البنات.. وإن رضا الرب في رضا الوالدين.. وللعقوق عدة صور مثل إغضاب الوالدين أو أحدهما، ورفْع الصوت عليهما عند التحدّث معهما، وانتقادهما بازدراء، وعدم استئذانهما عند الخروج، وعدم السلام عليهما عند الدخول، ومقاطعتهما عند الكلام، وعدم احترام رأيهما، ومضايقتهما عند التعامل معهما، وهجرهما، وعدم السؤال عنهما، وأخرى كثيرة جداً.

أما صور طاعتهما وبِرّهما فكثيرة منها عكس ما ذُكر سابقاً من صور العقوق، إضافة إلى فعْل ما اعتاد عليه معظم المسلمين من توقيرهما مثل تقبيل رأسهما وأيديهما وأقدامهما وفاء وحباً لهما، وكذلك التصدّق نيابةً عنهما، فقد ربّياك صغيراً وحرصا على حياتك ورعايتك عندما كنت عالةً تماماً عليهما، لا تقدر على فعْل أي شيء بدون عونهما لك.

فهل هذا جزاؤهما أيها المغرور بجاهك وصحتك وقوتك؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store