Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

كيف تتعامل مع مديرك الموسوس؟!

A A
هناك إحصائية طريفة تقول: إن 80% من المديرين وأعضاء مجالس الإدارات؛ هم أشخاص (سيكوباتبين)، وبحاجة للعلاج النفسي!.. عموماً لن نتوقف طويلاً عند هذه الإحصائية، فليست كل الإحصائيات دقيقة ولا موثوقة، لكن ما أنا واثق منه هو أن الجلوس على كرسي (المدير) الوثير، وممارسة شهوة (السلطة الادارية)، قد يُسبِّب للكثيرين بالعديد من المشكلات النفسية، أو أنه سيُظهرهم على حقيقتهم على الأقل.

من أسوأ وأخطر الشخصيات التي قد تضطر للعمل معها؛ شخصية المدير (الموسوس) أو (الشكّاك).. والوسوسة -أعاذنا الله واياكم منها- اضطراب نفسي يجعل من ضحيته -مهما كانت درجة تعليمه أو كفاءته- شخصاً متردداً عدوانياً، قليل الإنتاجية، وقليل الثقة بنفسه والآخرين، فهلاوسه وأفكاره وربما (آثامه) تُصوّر له أن جميع من حوله أعداء متربصون، يعملون على إسقاطه، مما يجعله في حالة استنفار دائم، وعدائية لاهثة نحو أن (يتغدى) بخصومه قبل أن (يتعشوا) به!.

المدير الموسوس الشكَّاك خطرٌ على كل بيئات العمل، ليس لأنه يعيش سجينًا داخل فكرتي (الانتقام والبقاء) فحسب، بل ولأنه أيضاً ينشر شعوراً بالتوتر بين الموظفين، فهو لا يشك في أداء الموظفين فحسب، بل حتى في سلوكهم وأخلاقهم وولائهم، وبالتالي يعمل على شيطنتهم، ومحاولة تأليب الجميع عليهم، مما يُثير جواً من الارتياب والتخوين وعدم الراحة بين جميع أفراد المنظمة.

التعامل مع هذه الشخصيات يتطلب معرفة بأبعاد الشخصية المصابة بـ (البارانويا)، فهم في العادة فاقدون للثقة والشعور بالأمان، يتعاملون مع الآخرين بحذر ولا يندمجون بسهولة، وغالباً ما يتَّسمون بسوء الظن، مما يجعلهم أشخاصاً متشائمون؛ يتوقعون الأسوأ دائماً، ويشعرون بحساسية مفرطة تجاه كل كلمة تُوجَّه لهم، ويحسبون كل صيحة عليهم، مما يجعل التعامل معهم نوعاً من العذاب والشقاء اليومي الذي كُتب على كل العاملين معهم.

ومن أخطر صور هذه العذابات، أن المدير الموسوس وبسبب عدم ثقته في نفسه كما قلنا، فإنه غالباً ما يكون كارهاً لكل الكفاءات، ومحارباً شرساً لها، بالإضافة إلى غيرته الشديدة من كل شخص يُظهِر تقدماً عليه.. والأكثر خطورة هو ميله لجمع معلومات سلبية عن المنافسين، لاستخدامها ضدهم عند أقل خلاف. فهو لا يُحكِّم عقله، بل تتحكم مخاوفه وشكوكه وأوهامه في كل تصرفاته وردود أفعاله.. والعجيب في أمر هذه الشخصية المتناقضة أنه على الرغم من كثرة انتقاده للآخرين إلا أنه حساس جداً تجاه أي نقد يُوجَّه له شخصياً، ويعتبره إعلان حرب!.

المدير الموسوس قنبلة موقوتة لابد من التعامل الحذر معها، وأفضل طريقة هي أن تكون دقيقاً وعملياً وواضحاً في حديثك وتعاملك معه، بتجنُّب الجدال وأي حديث لا يتعلق بالعمل.. كُن مباشراً ودقيقاً ما استطعت، ابتعد عن الاحتمالات والاعتقادات.. وثّق عملك، وأطلع الإدارة العليا عليه.. ابتعد عن الشفاهية، وتجنّب الألفاظ المطاطة التي تحمل أكثر من معنى، فالحذر مطلوب في التعامل مع هذه الشخصيات المتقلبة.. اتبع أسلوب الحوار الهادئ، وتجنَّب العصبية، أو أي انفعالات قد تزيد شكوكهم منك.. افعل كل هذا وليتك تسلم.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store