Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

صيفنا غير

A A
ماذا لعلّي أن أكتب وأجواء مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة وبقية مدن المملكة تكتوي بصيف ملتهب يستدعي منا جميعاً اتخاذ إجراءات وقائية تخفف من وطأة حرارته.. ولقد رأيت بعيني إدارة الحرم المكي الشريف وقد وظفَتْ حكمتها؛ فمنعَتْ العمّال المكلفين ببناء المآذن الجديدة العمل في النهار، على أن يستأنفوا أعمالهم مساءً إلى وقت شروق شمس اليوم التالي.. وكم نحن في حاجة ماسّة للاقتداء بهذا التوجيه الحكيم لفلذات أكبادنا طلاب وطالبات المدارس، ولا أنسى مشاركتي في الاقتراح الأستاذ عايض القرني الذي سبق الكثير ممن قرأ المقال الفائت: (الصيف الملتهب)، وهو أحد طلابي النجباء.. والأفضل أن يتم تغيير أوقات الدراسة على أن يكون من الساعة الرابعة عصراً إلى الساعة العاشرة بعد العشاء، واقترح إمكانية تعميد كل المدارس ببناء مظلات خارج المدرسة على أرصفتها ليستظلّ تحتها الطلاب، ووضْع أعمدة أمامهم حتى لا يتدافعون أمام السيارات وقت انتظارهم مَرْكباتهم التي تنقلهم من سكناهم إلى المدرسة ثم العودة بعد الانصراف من الدراسة، كذلك يستحسن إلغاء مواد التربية البدنية في وقت النهار رفقاً بهم وبحالاتهم.
ومن اللافت للنظر أن الذين يعملون في الميدان كرجال الأمن والمرور وعَمّال البناء لابد لهم من ملابس فضفاضة وبأكمام قصيرة وقبّعات عريضة الأطراف تناسب وضعهم مع الشمس، وكذلك عُمّال النظافة يحتاجون إلى بدلة للشتاء وبدلة أخرى للصيف بدون الأكمام الطويلة مع قبّعات تقيهم حرارة الشمس، رفقاً بهم وبحاجتهم التي غالباً لا يتكلمون عنها، فعلى الشركة المتعاقدة معهم أخْذ ذلك في الاعتبار.. فمن لا يَرحم لا يُرحم.. كما تبذل الأجهزة الحكومية في كل صيف أعلى درجات الاهتمام بوضع الحجاج ليكونوا بمنأى من سطوة حرارة الشمس حفاظاً على صحتهم وحياتهم.. حفظ الله تعالى الجميع من كل سوء ومحظور.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store