Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

وطن الشموخ والعز

A A
لم أكن بمعزل عما يحدث في وطني «المملكة العربية السعودية»، رغم أنني اتخذتُ قراراً -لأول مرة- بإجازة مؤقتة عن الالتزام الأسبوعي، والتوقف عن الكتابة، لكن لم أتمكَّن من كبح جماح الرغبة في التعبير عن مشاعري تجاه هذا الوطن، فكما تابع الجميع تلك الزيارة التي حملت توقُّعات وتكهنات؛ أبطلها «محمد بن سلمان» بقوة شخصيته ومنطقه، سواء خلال مراسم الاستقبال؛ التي تمَّت في قصر السلام حسب البروتوكول الأمريكي، أو من خلال الردود على أسئلة بايدن السؤال بسؤال، في العمق، دون أي إخلال بكرمِ الضيافة، أو باحترامِ الضيف.

تابعتُ تفاصيل التفاصيل، وأحببتُ أن يكون هذا المقال تحية عودتي لوطني.

تابعتُ بفخر كل ما يحدث على أرض وطني، فالمحمول واللاب توب بين يديك، يضعانك في قلب الحدث، لا شيء يُقصيك، ولا ينأى بك، مهما ابتعد الجسد، إذا كان الوطن في القلب مهجة، لن تتمكَّن من تفويت كل ذلك الحراك السياسي؛ الذي لفت أنظار العالم، وتحدَّث به القاصي والداني.

لا يُمكنك الابتعاد وعدم متابعة كل تلك الأحداث التي تجري على أرض وطنك الشامخ، والعالم يخطب وِدّ قيادته، ويأتيهم على الرحب والسعة، وصدمة العالم من قدوم الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى السعودية، وهو يُدرك أنه سيلتقي بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هذا القائد الشاب الذي لم تمنعه بعض التصريحات غير المسؤولة من رئيس أكبر دولة؛ من استقبال الضيف حسب بروتوكول الاستقبال الأمريكي، والتحاور معه بندية أبهرت العالم.

سؤال واجهه سؤال، إذا كانت مسألة حقوق الإنسان في المفهوم الأمريكي، هي الورقة الرابحة التي تُرفع في وجه عالمنا العربي عند كل حدث، أسقطها ومزَّقها سؤال القائد الشاب عمَّا حدث في سجن «أبوغريب»، وكل تلك الانتهاكات التي انتهكت إنسانية وآدمية من ألقى به قدره الأسود بين يدي الأمريكان!.

ماذا فعلت أمريكا؟، لا شيء!.

بينما اتخذت السعودية كل الإجراءات القضائية لمحاكمة القتلة، في القضية التي أُثيرت ظلماً وعدواناً، مكراً وحسداً، لتعكير كل الإنجازات التي أُنجزت في عهد الملك سلمان وولي عهده القائد الفذ، الذي صنع السعودية الجديدة، هذه السعودية التي تفوَّقت على كثير من دول العالم الأول في شتى المجالات، ونمت قطاعاتها المختلفة بشكلٍ سريع، يفوق الرصد والتحليل، ويتجاوز حدود النمو والتقدم والتطور الطبيعي؛ الذي اختطته دول العالم الأول كمنهجية سياسية اقتصادية وتنموية، حتى وصلت إلى هذا المستوى الذي جعلها تنظر إلى عالمنا العربي نظرة الأقوى والأبقى، وأننا في تخلُّف لا يمكننا الخروج منه إلا بالخضوع لقِيَمها، وما تُمليه علينا إرادتها.

اكتشف بايدن أن الحقيقة غير التصورات المسبقة، السعودية دولة قوية تعاملت معه كضيف أولاً له حق الضيافة كأصالةٍ عربية، وتعاملت معه بندية لم يكن يحسب حسابها، كذلك انمحت الصورة النمطية للعالم العربي، وبرزت الصورة الواقعية التي تعيشها السعودية ومعها العالم العربي، هذه حقيقة أكَّدها مؤتمر الأمن والتنمية الذي عُقِدَ إبَّان زيارة بايدن، التي أثارت كل هذا اللغط حوله وهزَّت عرشه.

الوطن قيثارة تعزف أوتارها نغمات الحب والفخر، والولاء والانتماء لكيان متكامل، وليس فقط لذرّة رمل، كما يدعون!.

الوطن هو البيت الكبير الذي ضم رفات أجدادك، ونبتت فيه بذور أبنائك وأحفادك، لذلك يُسجِّل الوطن حضوره الدائم في ذروة القلب، ويخط خلوده بمدادِ الاعتزاز الشامخ، والحنين المضني إذا غادرنا أرضه، وباعدت الغربة بيننا وبينه؛ فالغريب تنمو عذاباته، وتنوح أشجانه، فلا يُدرك سر عذاباته ولا نوح أشجانه إلا عندما تطأ أقدامه أرض الوطن، فيُدرك أنه كان مشحوناً بالشوق والحنين، كطفلٍ عاد إلى حضن أمه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store