Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

السياحة والبيئة إلى أين..؟!

A A
تحديات البيئة كونية ومخاطر شح المياه والتصحر وارتفاع درجة الحرارة في ازدياد.. والاهتمام بالبيئة أصبح شأنا عالميا ملحا يمس حياة الإنسان في كل مكان، وخلال أزمة جائحة كورونا شهد العالم مدى الاهتمام وما يجب اتخاذه من احتياطات للحفاظ على الصحة.. والتركيز في المقام الأول على نظافة البيئة بمفهومها الشامل لأنها محور حياة الإنسان على وجه الأرض في البيت والشارع وأماكن العمل وحتى في الفضاء الخارجي.. وإذا أهملت العناية بالبيئة فإن الصحة والغذاء بدورها تتأثر وتؤثر على حياة الإنسان وكل الكائنات الأخرى من حيوانات وطيور وزواحف وأسماك.

الماء والهواء عناصر أساسية للحياة، وهدر المياه وعدم الاهتمام بالنظافة في الشوارع والحدائق العامة وأماكن الترفيه يعتبر إساءة مباشرة للبيئة ومردودها على حياة الإنسان.

التوجه السياحي الذي توليه الدولة اهتمامًا خاصًا يعتمد على جودة الخدمات المتميزة وعلى رأسها النظافة في كل مكان.. الوعي المجتمعي يشارك فيه الجميع والإهمال في الرقابة وعدم المبالاة من المصطاف ومقدمي الخدمات عامل يسيء للبيئة والصحة العامة.

توجه السواح إلى المناطق الجنوبية -الباحة وأبها- خلال موسم الصيف بمناخها المعتدل وهطول الأمطار ووجود الخضرة بصفة عامة جاذب سياحي متميز يوفر على المواطن معاناة الأسفار إلى الخارج ويوفر أموال طائلة للاقتصاد المحلي.. وكل دول العالم تهتم بالسياحة الداخلية لأنها عنصر أساسي في الاقتصاد الوطني.. توفر لها وسائل النقل برًا وجوًا وبحرًا بأسعار مناسبة.

وحتى تصبح السياحة في المملكة متطورة تغني عن السفر إلى الخارج يجب أن تكون التسهيلات والأسعار معقولة ومقبولة والتعامل غير طارد وهذا يتطلب وعيا جماعيا يشمل مقدمي الخدمات والسواح.. وبدون التركيز على نشر الوعي بأهمية البيئة ومتطلباتها ويصاحب ذلك رقابة صارمة وسن غرامات على كل من يسيء أو يعبث بالبيئة في كل مكان وعلى وجه الخصوص في المناطق السياحية تبقى الحاجة ملحة لعناية خاصة من الجهات المعنية. المناهج الدراسية وخطب المساجد ووسائل الإعلام لها دور هام ينبغي أن يكون مستدامًا وليس مجرد ظهور مفاجئ وغياب طويل وكل الأجهزة المعنية في اعتقادي مقصرة في العناية بالبيئة.

إن تحديات العناية بالبيئة شأن عام.. حيوي وجوهري للحياة يبدأ بالإنسان وينتهي إلى الإنسان.. قطع الأشجار وهدر المياه وتجاهل الاهتمام بالنباتات الفطرية ورمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها ينبغي أن يكون محل اهتمام الجميع.

شؤون البلديات ووزارة البيئة والمياه والجمعيات التعاونية والمواطنين عليهم مسئوليات مباشرة للحفاظ على نظافة البيئة وتطوير الأداء الحضاري الذي يليق بها في المدن والمنتزهات والمناطق السياحية على وجه الخصوص.. حتى تصبح جاذبة للسياحة والترفيه على مدار العام ومن هنا أقترح منح أوسمة وجوائز محفزة لأفضل أداء في مجال البيئة في منطقة الباحة وأبها.. والله من وراء القصد ودام عزك يا وطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store