Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مرحباً بالسُيّاح.. ولكن!!

A A
أُشِيد بتنامي قطاعنا السياحي، سواءً للمواطنين والمقيمين بدلاً من سياحتهم الخارجية وصرفهم للمليارات في بلادٍ أخرى، أو للسُيّاح الأجانب القادمين من دول العالم التي نُقيمُ معها علاقاتٍ دبلوماسية.

وقطاعنا السياحي مصدر دخل واعد وضخم، وهو أحد بدائل الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد، فضلاً عن توفيره لعشرات الآلاف من الوظائف لأبنائنا وبناتنا وإنقاذهم من البطالة، وهو يُساهم في انتعاشنا الاقتصادي وملاءتنا المالية، وأنا لا أملك هنا إلّا أن أقول: مرحباً بالسُيّاح، ألف مرحباً ومليوناً وبليوناً.

لكن وما أدراكم ما لكن؟ إنّنا معشر السعوديين نتقيّد بقوانين أيّ دولة نسيح فيها، ونلتزم بتعليمات السلطات السياحية هناك، ممّا هو حقّ من حقوقها، وقد فرضتها لمصلحة بلادها، وهذا هو عُرْف يُفترض أن يحترمه كلّ السُيّاح، بيْد أنّي ألاحظ سُيّاحاً أجانب لا يتقيّدون بذلك لدينا، خصوصاً بعض السُيّاح الأمريكيين، فيتعاملون مع قوانيننا بتهاون والأسوأ من ذلك بتزييف للحقيقة.

ولعلّ السائح الأمريكي الذي دخل مكّة المكرّمة خلسة واستخفّ وتهاون بقوانيننا هو أوضح مثال لذلك، وكذلك السائح الأمريكي الثاني الذي صوّر مناطق الهدد في مدينة جدّة وسَخِرَ منها، وزيّفَ الحقيقة فلم يذكر أنّ هذه المناطق هي أحياء عشوائية كانت مرتعاً للمخالفين لأنظمة الإقامة، واقتضت الضرورة إزالتها وتعويض الساكنين النظاميين فيها، لإنشاء أحياء بديلة ونموذجية، ولا أنسى السائح الأمريكي الثالث الذي صوّر نفسه في محافظة العُلا بجوار جبالها وآثارها القديمة، وهو يرتدي زياً دينياً متطرّفاً ويتلو أدعيةً مُبهمة وغامضة تُثير الشكّ وعدم الراحة والارتياب، وأنّه ليس بسائح على الإطلاق.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بضرورة توعية السُيّاح الأجانب بقوانيننا التي لا تقبل حتّى المناقشة، وأنّ من حقوقنا معاقبة المخالفين لها مثلما تفعل كلّ دولة حول العالم مع سُيّاحها، وحبّذا لو تعاقد كلّ سائح مع وكالة سياحية وطنية طيلة مُدّة سياحته لتأكيد الالتزام بقوانيننا، كما يحصل مع الحُجّاج والمعتمرين، واحترام ديننا وثوابتنا وتراثنا وثقافتنا وعاداتنا وسيادتنا مطلوب من الجميع، وهو لا يتعارض مع السياحة إلّا لمن هم وبال ومتربّصون وأعداء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store