Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الإدارة والحماس هما الأساس

الحبر الأصفر

A A
أسافر دائماً على طيران ناس، وكلما امتطيتُ رحلة من رحلاتها، أسأل نفسي: لماذا هذه الشركة صمدت، في حين أن من بدأ معها قد تراجع أو اختفى.

لقد سألتُ نفسي أكثر من مرة، وفي النهاية أَحَلْتُ السؤال لأحد المختصين بصناعة الطيران، وهو صديق عزيز طلب ألا أذكر اسمه، وسألته قَائلاً: لماذا نجح طيران ناس وصمد، وأصبح يُحقِّق جائزة الطيران الاقتصادي بشكلٍ سنوي؟!.

فقال: من وجهة نظري أن كلمة السر في طيران ناس هي الإدارة، فهذه الشركة يُديرها اكتواري عبقري اسمه «بندر بن عبدالرحمن المهنا».

والعلم الاكتواري، هو مبحث علمي رياضي، يَستخدم الطرق الحسابية والإحصائية لتقدير حجم المخاطر في عدة قطاعات وصناعات، والاكتواريون هم هؤلاء الأشخاص المؤهلون من حيث التعليم والخبرة في هذا المجال.

ولقد نجح هذا الاكتواري، «بندر المهنا»، في قيادة طيران ناس باقتدار، وتقدير المخاطر بمهارة، ليجعله شركة ناجحة أولاً، ثم تقدم خطوة ليبني شبكة رحلات داخلية تُغطي مطارات المملكة، وتربط مدنها، ثم انتقل بعد ذلك لتنفيذ خطة الشركة الطموحة، لربط العالم بالمملكة، وهي ما نريد الحديث عنه اليوم.

إن هذه الخطة التي أعلنها «المهنا»، والتي نعيشها ونلمسها كمواطنين الآن، تُمثِّل نموذجاً واضحاً وناجحاً؛ لمشاركة القطاع الخاص الفاعلة في تحقيق الخطط الحكومية، فمن ضمن الخطط لقطاع الطيران، أن يتم ربط المملكة مع 250 وجهة دولية حول العالم، ولقد تقدَّم طيران ناس بقيادة «المهنا»، للعمل على المساهمة بتحقيق هذه الخطط، معلناً هدفه بربط 165 وجهة بخطوط مباشرة مع المملكة.

وبدأ طيران ناس فوراً بإطلاق عشرات الوجهات، التي أظن أن كثيراً منَّا زارها مؤخراً، وأنا قد كنت في أحدها، حيث زرتُ «تيرانا» عاصمة «ألبانيا» للمرة الأولى في حياتي، والأهم أني علمت وأنا هناك، أن طيران ناس نقل نحو 1000 حاج ومعتمر من ألبانيا وكوسوفو إلى المملكة، وإن كان متوسط إنفاق أحدهم في المملكة خلال زيارته 1000 دولار، فهذه مليون دولار أنفقت داخل المملكة بفضل خط طيران ناس المباشر هذا، وقِس على ذلك.

إن خطط طيران ناس لربط المملكة بوجهات جديدة، ستُعزِّز موقعنا الاقتصادي في قلب العالم بالتأكيد، وتزيد فرص التبادل التجاري مع دول العالم، كما أنها ستُقدِّم لراغبي زيارة المملكة رحلات مباشرة، وستُقدِّم لنا وجهات جديدة نسافر لها، وستعمل على تحويل بلادنا إلى حلقة وصل بين مختلف دول العالم وقاراته، ولكن المميز في هذه الخطط؛ أنها انطلقت من شركة خاصة، نجحت في الموازنة بين طموحات وطنها، وتحقيق الربح، ولم تنتظر أن تبادر الجهات الحكومية بالتنفيذ، بل قررت وخططت ونفذت تحت قيادة الاكتواري «بندر المهنا»، الذي يؤمن حقاً أنه يستطيع أن يربط العالم بالمملكة.

حسناً.. ماذا بقي؟!

بقي القول: هذا ما لديَّ عن طيران ناس، فماذا لديكم أنتم يا قوم؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store