Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

أنوار النبوّة والهدى

A A
في كل دول العالم القديم والحديث يوجد عددٌ لرموز تاريخية لكل مجتمع على حِدَة، تفخر بها أجيالهم وتتناقلها عبر السنين في كتبهم ولقاءاتهم الرسمية وغير الرسمية.. وبعضنا يعلم عن مايكل هارت، وهو فيزيائي فلكي يهودي أمريكي، صاحب كتاب «الخالدون المئة» الذي ذكر في دفّتيه 99 عبقرياً وفيلسوفاً خدموا البشرية في موضوعات مختلفة على مرّ الأزمان، ووضع على رأسهم جميعاً سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. المستغرَب حقّاً، هذه الموضوعية التي يتميّز بها بعض مشاهير الكتّاب الغربيين، الذين لا تربطنا بهم عقيدة ولا لغة ولا نسب ولا حسب، وتراهم يفرضون علينا احترامهم وتقديرهم لما يسطّرونه في بعض مؤلفاتهم وبحوثهم من حقائق عن الإسلام ونبي الإسلام تكاد تكون نادرة في تراثنا الإسلامي.

والآن، وفي كل عام من السنة الهجرية يشرق علينا شهر ربيع الأول بأنوار النبوة والهدى، المتمثلة في مولد حبيب الحق وسيد الخلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ومن أجل أن يحسُن الاحتفاء بنبينا الكريم يجب أن نكون بعيدين عن الغلوّ في التعبير عن حبّنا له، ولا ننصاع للعواطف إلى ما يشوّه هذا الحب الصافي من الشوائب والبدع كالتطبيل والتغني بالأشعار والرقص في بيوت الله، إذ لم نرَ شيئاً منه ولم يثبتْ مطْلقاً في الجيل النبوي الذي هو خيرٌ منا، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة وفي آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين.

سمعتُ شخصاً كان يصلي بجانبي بصوت أسمعه عند التشهّد إذ قال: أشهد ألاّ إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، فأعجِبْتُ بها، ثم سمعني ناصحٌ أمينٌ أقولها، فنصحني بألاّ أكررها، وبالالتزام بما جاء به الوحي؛ لأن فريضة الصلاة كلها من تكبيرة الإحرام إلى التسليمتين تعتبر عبادة توقيفية، والدليل هو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: صلوا كما رأيتموني أصلي.. فهل قرأها رسول الله أثناء التشهد قائلاً: وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله؟ هذا مستحيل.. وفي نفس الوقت، لا يوجد ما يمنع ترديدَها عددَ ما يريد الشخص خارج الصلاة.. والله أعلم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store