Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

ضد السعوديات!!

A A
منذ فترة، أصبحت المرأة هدفاً مباشراً للانتقاد على تويتر بشكلٍ خاص، رغم أن المرأة السعودية هي التي ساهمت في تربية وإنضاج هؤلاء الذين يهاجمونها، وكأن مَن يُقلِّل من مكانة المرأة نبت شيطاني نما وترعرع في الفلاة دون أن تحمله امرأة – أم - في أحشائها تسعة أشهر بالتمام والكمال، ودون أن ترضعه وتطعمه وتسهر على رعايته وحمايته حتى من عينيها.

يعيبون عليها استخدام حقها في رفض حياة مذلة، أو العيش مع رجل تقطعت بينها وبينه مشاعر المحبة، وفقدت الحياة الزوجية السكن والمودة، ولم ينصت لرغبتها في التحرر من حياة تعيسة، فلجأت إلى حقها الشرعي والقانوني، وهو الخلع. يعيبون عليها رفضها لمشاركة زوجها مع أخرى تنغص عليها حياتها، وتحدث شرخا في علاقتها بزوجها، وعلاقته بأبنائه، بعد أن تنجب الأخرى ويميل طرفه إليهم تلبية للفطرة التي تنحاز إلى الجديد أو الصغير، فتصارع نظرات الألم في عيون صغارها، لأن أباهم ابتعد عنهم وانخفض اهتمامه بهم، فترفض هذه الشراكة التي لا تعرف عواقبها!.

يعيبون عليها علمها، لأنهم يريدون امرأة خانعة خاضعة ذليلة، باعتبار أن هذا النمط هو الذي يُرضي ذكوريته، ويُعيد فكرة «حسن التبعل»، القضية الأساسية في محاضرات العديد من الداعيات في كل محفل في حقبة التطرف، وليست الصحوة، فأصبحت هذه هي الصورة التي يرغب بها أولئك المتطاولون على النساء السعوديات، اللاتي هن فخر للوطن، سواء كن ربات بيوت أو عاملات، أمهات وزوجات وشقيقات، أرواحهن، إبداعهن، عطائهن، اهتمامهن بكل صغيرة وكبيرة، وبكل فرد في الأسرة، هو هذا الدفء الذي يملأ البيت السعودي، لذلك يختلف البيت السعودي في تميزه، ولا تجد مثيلا له في أي وطن آخر، لأنه روح وحياة المرأة السعودية.

يعيبون عليها عملها، ويُرهبونها بالعنوسة، كي تقبل الزواج من هَرِم، أو مُعدد، أو تقبل زواج المسيار، وتصبح مطية لإشباع شهواتهم. هي تعمل لتأمن غدر الزمان، ولتحقق ذاتها ولتنفق على أسرتها، ابحثوا عن النساء المعيلات، ستصدمكم الحقيقة، لأنها تسد فراغ الأب الذي تخلَّى عن الإنفاق على أسرته، أو الأخ الذي انصرف ليبني حياته ويترك عبء مسؤوليات أسرته التي بلا عائل على أكتاف أخته أو أمه، وربما تلك الأخت أو الأم هي من ساندته بمالها وعقلها كي يبني أسرة، أو يُحقِّق رغباته في امتلاك شقة أو سيارة، أو مواصلة دراسته أو علاجه!.

لماذا الآن ظهرت تلك الأصوات التي تحط من مكانة وقدر المرأة السعودية، كالذي يُحرِّض على الزواج من دولة عربية، ويُبرِّر ذلك بأن نفقات الزواج من سعودية «كبيرة». ربما لا يعرف ماذا أصاب كثير ممن جرب وصفته وهو يعض أصابع الندم، لأنه لم يأخذ ابنة وطنه التي هي ستر وغطاء في صحته ومرضه، في غناه وفقره، لا أريد الإشارة إلى الحوادث الأخيرة لتورط البعض في زيجات حسب وصفته، وعادوا إما إلى القبر أو إلى الفقر!.

يبدو أن أصحاب تلك الأصوات النشاز في وطنٍ رُبِّي أفراده على احترام وتقدير نسائه، وجدوا أنفسهم أمام منافس لم يتمكنوا من تجاوزه، ربما أرهقتهم المرأة، زميلة، أو مديرة في العمل، بتفوقها وذكائها وتقدمها، ولم يجد في نفسه قدرة على تقبل هذا التفوق، لأنه شعر دائما في أسرته ومحيطه الاجتماعي بتفوقه الذكوري، ونظرته الدونية الذكورية للنساء، لذلك يريد إعادة المرأة إلى الوضع السابق لتسترخي أنانيته.

أو أن أولئك خلو الفكر والمنطق، وعندما يجلس أمام جهازه لا يجد في رأسه غير صورة المرأة على رأي: «إذا بعد عليك العنقود قول حامض يا عنب»، ربما محاولة أيضا لإحداث لغط وبلبلة تجذب له متابعين من مستواه، أو مدافعين شرفاء، فيحصد صيتا وشهرة لا يستحقهما.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store