Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الجامعة العربية.. بين مناشدة الإصلاح والجمود..!

A A
تأسست الجامعة العربية في عام 1945م من سبع دول عربية (مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن والسعودية واليمن) عندما كانت الدول الرابحة في الحرب العالمية الثانية ترتب حطام الحرب وترسم خارطة العالم السياسية وتؤسس لنظام عالمي جديد تمثل في ميثاق الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة ومجلس الأمن.. وفي الشؤون الاقتصادية اتفاقية بريتون وودز والبنك الدولي وصندوق النقد وكما كانت المنطقة العربية ضحية الحرب الأولى أصبحت بعد الثانية غنيمة حرب وكان لابد من إيجاد إطار إقليمي يمثل الدول العربية سياسيًا وجغرافيًا، وقد لبت سبع دول النداء تحسبًا لتمثيل إيجابي موحد بدلًا من أن ينفرد الأقوياء بكل دولة على حدة.

وفي ذلك الوقت كان ميثاق الجامعة مقبولًا بالحد الأدنى وقابلاً للتطوير ولكنها بقيت منقسمة خلال الحرب الباردة بين معسكرين.. الرأسمالية والاشتراكية وبقي الحد الأدنى ثابتاً وتجمد التطوير إلا في أمور شكلية لا تلامس تطلعات الأمة وتحاكي التطور العالمي إلا في بعض التحسينات التي أدخلت عليها عندما كان عمرو موسى في منصب الأمين العام بعد خروجه من وزارة الخارجية المصرية ومن تلك التحسينات تداول انعقاد القمة كل مرة في دولة عربية.

مرت أحداث كثيرة على الجامعة مثل زيارة السادات لإسرائيل وصلح كامب ديفيد الذي ترتب عليه نقل المقر إلى تونس وحرب الخليج التي أعادت مقرها إلى القاهرة بعد انضمام مصر لقوات تحرير الكويت من غزو صدام الكارثي.

القمة الأخيرة انعقدت في الجزائر تحت عنوان لم الشمل وكما يبدو أن ذلك انحصر في اتفاق بين الفلسطينيين الذي ربما ينتهي وهم في الجو في طريق العودة إلى مقراتهم لأن قناعات المصالحة لم تتوفر لديهم وهم متجاذبون بين إيران وتركيا وسخطهم على دول الخليج.

المرحلة الحالية تتطلب معرفة الحقيقة بأن الممارسات السابقة يجب أن تنتهي لأن هناك تغييراً حقيقياً في المنطقة.. ليس كما يريده الحالمون بنشر الفوضى واقتسام الغنائم ولكن كما تريده الشعوب المعنية التي ملت من المناورات والمجاملات وأصبح تركيزها على التنمية والتطوير والتقدم واستخدام مواردها وقدراتها لصنع واقع جديد لشبابها يحاكي التطور العالمي والأمن والاستقرار والعيش الكريم.

والتحولات السريعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية بعيدًا عن الصراعات والابتزاز تركز على التنمية المستدامة والحفاظ على الثوابت الجوهرية للأمتين العربية والإسلامية.

كلمة المملكة التي ألقاها سمو وزير الخارجية أكدت على مواقف المملكة الثابتة.. وطالبت بالإصلاح في الجامعة العربية.. ورحبت باستضافة انعقاد الدورة القادمة في المملكة العربية السعودية.

فهل من أمل أن يصمد لم الشمل الفلسطيني وتشهد الجامعة العربية إصلاحات تفك قيد الجمود الذي يعيق مسيرتها وتشهد الشعوب العربية المتأزمة انفراج حلول لصراعاتها الداخلية؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store