Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

السياسة الأمريكية.. بين ترامب وبايدن..!

A A
عندما تصبح أغنى وأقوى دولة في العالم أسيرة توجهين كلاهما دون المستوى المطلوب لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتباعًا قيادة العالم من خلال السيطرة الافتراضية على النظام العالمي الذي تهيمن أمريكا على كل مفاصلة بالمال والقوة العسكرية والتفوق العلمي.. وهيمنة الإكراه مع كل من يخالف توجهات الإدارات المتعاقبة على المكتب البيضاوي في واشنطن ومجلسي النواب والشيوخ.

نتائج الانتخابات الأخيرة تعكس عمق الانقسام والأزمة الداخلية في سياسة أمريكا الداخلية وتبعًا لذلك آثارها على المسرح الدولي الذي يعاني من السيطرة الأمريكية وهيمنة سياسة القطب الواحد المتحكم بما تملكه من القوة في كل المجالات.

أوروبا في المقام الأول تابع وليس لها استقلالية عن أمريكا لأسباب تاريخية وحضارية واقتصادية وعسكرية وستضل كذلك إلى أمد بعيد، منذ هزيمة ألمانيا في الحربين الكونية الأولى والثانية التي قسمتها وأجبرتها على التخلي عن أي طموحات عسكرية حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة وتوحيد شطري ألمانيا. موجة العولمة صنيعة أمريكية بصفتها تملك خيوط اللعبة وتدير النظام العالمي من خلال قواها الناعمة والقوة الصلبة المطلقة.

نهوض الصين ونجاحها وظف في البداية لصالح الشركات الأمريكية عابرة الحدود ومتعددة الجنسيات Multinationals companies ولكنها عندما أصبحت الصين منافسًا قويًا اقتصاديًا امتعضت أمريكا خلال ولاية ترامب وأعادت حساباتها بغرض تحجيم انطلاق الدب الصيني الذي اكتسح العالم بمنتجاته المنافسة لمنتجات أمريكا وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وكندا.

محور الطاقة ومحاولة إدارة الرئيس بايدن لاستدراج سياسة أوبك للاصطفاف مع المحور الأمريكي ضد روسيا في حربها مع أوكرانيا بعد مقاطعة روسيا ومنعها من تصدير الغاز والبترول إلى أوروبا التي تعتمد على الغاز الروسي بشكل كبير وقد سبب ذلك أزمة وارتفاعًا كبيرًا في أسعار الطاقة في أوروبا وغيرها من دول العالم التي تعتمد على الاستيراد من روسيا بأسعار معتدلة.. ورغم الضغوط الأمريكية استمرت الدول الأعضاء في منظمة أوبك بالابتعاد عن تسييس قرارات المنظمة ومستويات ضخ البترول ورفض إغراق الأسواق العالمية بشكل مضر للدول المنتجة الأمر الذي يترتب عليه إعاقة مشاريع الدول المنتجة التنموية ويلحق أضراراً جسيمة باقتصاداتها.

ومن المهم أيضًا القول بأن سياسة ترامب لا تختلف عن سياسة الإدارة الحالية فيما يخص التعامل في السياسة الخارجية لأن دوافع أمريكا في الأساس إمبريالية رأسمالية على حساب دول العالم الأخرى.

كما أن أسباب أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في أمريكا عدم وجود قدرة كافية ومواكبة الإنتاج في المصافي الأمريكية كما أكد المسؤولون في أوبك وأكده الرئيس بايدن في تصريحه الأخير بأن على المستثمرين إعادة تدوير الأرباح لتطوير المصافي ورفع قدراتها الإنتاجية.. وهذا ما سبق أن قاله الوزير عادل الجبير الذي دحض الادعاء وإلقاء اللوم على قرار دول أوبك بدلًا من النظر في الأسباب الداخلية لارتفاع أسعار الطاقة في أمريكا.

نتائج الانتخابات الأخيرة حصيلتها إن الانقسام داخل أمريكا والصراع بين الحزبين (جمهوري/ ديموقراطي) سيستمر خاصة بعد ترشح ترامب لخوض الانتخابات القادمة.

ومع أن ذلك شأن أمريكي داخلي إلا إنه يؤثر بشكل مباشر على سياستها الخارجية والتزاماتها بالأمن والاستقرار الدولي..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store