Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الثقافة والرياضة رافعة تنموية وحضارية

A A
في المرحلة الحالية تمر المملكة العربية السعودية بتحولات نوعية وسريعة تسابق الزمن منذ طرح رؤية 2030 واتضاح معالمها التي تجسدها المشاريع العملاقة في نيوم والبحر الأحمر والقدية والدرعية في الرياض.. ومشروع التخلص من العشوائيات العملاق في جدة عروس البحر وبوابة الحرمين الشريفين الذي توليه الدولة عناية خاصة بقيادة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ومن المتوقع أن تكون البنية التحتية لكل المشاريع في مصاف أرقى المنتجات العالمية لتكون مستدامة وذات مردود إيجابي يدعم الدخل القومي ويرفع من جودة الحياة وتدفع النظرة التنموية إلى جميع مناطق المملكة لتكتمل صورة المشهد الحضاري في الوطن بمشاركة جيل من أبناء وبنات المملكة الذين نالوا التعليم في أرقى جامعات العالم بجانب مخرجات الجامعات المحلية المواكب لمثيلاتها العالمية.

الثقافة منبر التنوير والتقدم والتفوق عبر العصور وفي كل المجتمعات الإنسانية.. وما تشهده معارض الكتاب في المملكة من زخم مبهر بكميات الكتب وعدد الزوار من كل طبقات المجتمع دليل على الجذب والاهتمام والرغبة في القراءة والكتابة والمشاركة في الفعاليات الجانبية المصاحبة لمعروضات دور النشر المشاركة والتسهيلات التي توفرها المملكة لمعارض الكتاب وروادها..

في الماضي كان هناك بعض التحفظات على حضور المرأة ودورها في المعارض ولكن المرحلة الحالية يكاد يكون ما يزيد على 50% من النساء يصطحبن أطفالهن ويساعدن على اقتناء الكتب والاستمتاع بجو المعرض بيسر وسهولة.. هكذا كان المشهد في معرضي الكتاب بالرياض وجدة في جو حضاري خالٍ من التدخلات السلبية.

الرياضة كانت ولازالت وستظل محل اهتمام الدولة والمجتمع وكذلك الحال في كل دول العالم.. والتوجه الجريء والسخي الذي تشهده المرحلة الحالية خاصة بعد كأس العالم المبهر في قطر واستقطاب نجوم عالميين للانضمام لفرق المملكة بتشجيع من الدولة سيكون له آثار إيجابية بعيدة المدى على أجواء الرياضة في المملكة ومع ذلك فإن البداية الصحيحة من وجهة نظري يجب أن تنطلق من المناهج التعليمية بحيث تكون الرياضة في المدارس والجامعات مواكبة.. تعد الأجيال لممارسات حضارية راقية وصحة الأبدان السليمة.

والرابط بين الثقافة والرياضة هو التنمية المستدامة بمخرجاتها الإيجابية وروح التنافس الشريف مستفيدة من التنوع الجغرافي في وطننا الغالي بعيدًا عن التعصب والعنف اللفظي أو الجسدي بين مشجعي الفرق الرياضية.

وفي الختام إن الثقافة والرياضة متلازمات مقومات حضارية ترفيهية وتنويرية يمارسها الإنسان عبر العصور وحصيلتها إيجابية ماديًا ومعنويًا في إطار الرؤى لكل المجتمعات وفي التراث العربي تعلم السباحة والرماية وركوب الخيال من الأمثلة المشهودة لركائز النبل والفروسية وصحة الأجسام وتوجه الدعم للثقافة والرياضة يجعل منها رافعة حضارية وتنموية مستدامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store