Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

صالون نورة الشملان الثقافي

A A
الصالونات الثقافية هي الشكل الأثير لدى المثقف والمثقفة لبساطتها وبُعدها عن الأكاديمية الصارمة والتسطيح المخل، ولأنها أكثر حميمية من لقاءات المدرجات والقاعات الكبيرة، لذلك انتشرت بشكلٍ كبير منذ عصر النبوة إلى يومنا هذا، وقبل سنوات طويلة بدأت تنتشر في أرجاء الوطن تحت مسميات مختلفة، إلا أن الجوهر واحد.

ربما لا أحد يجهل تاريخياً صالون السيدة سكينة بنت الحسين، ولادة بنت المستكفي، مي زيادة، صالون المها الأدبي، الصالون الثقافي بأدبي جدة. صالونات كثيرة انتشرت في عالمنا العربي خاصة، لا يستوعب المقال سردها؛ فالصالونات الثقافية تحفز عطاء المثقف، وتثري الوعي بدوره النهضوي التنويري، في مساحة حرة من تبادل الأفكار، مهما اختلفت المواهب والقدرات والاتجاهات الفكرية؛ إلا أن هناك رابطاً يجمع بينهم كالخيط الذي يجمع حبات العقد، مهما اختلفت وتنوعت، إلا أنها تتجاور في تناسق أخَّاذ.

مهما تعددت المؤسسات الثقافية في أي وطن ترتفع فيه نسبة المثقفين والأدباء والمفكرين والعلماء، تزداد فيه نسبة الصالونات الثقافية، تحت مسميات مختلفة، إلا أن الجوهر واحد لا يختلف، وهو تأسيس وعي معرفي سواء بالمنتج الفكري والأدبي، أو قضايا المجتمع وقضايا الأمة، أو بالمنجزات المتميزة التي تخدم المجتمع سواء كانت علمية أو اجتماعية، أو تقديم المواهب والمبدعين من خلال الطرح والنقاش والحوار الذي يستدعيه مناخ الصالون الثقافي.

الأسبوع الماضي تشرَّفت بحضور صالون الدكتورة نورة الشملان، «سر لمينا»، في الرياض، الثلاثاء 3 يناير 2023م، بدعوة كريمة من الصديقة الحبيبة سمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي آل سعود، ومن الدكتورة نورة الشملان، لتكريم الأميرة المبدعة نوف والحديث عن: «جمعية شباب الغد البدايات والتحديات والإنجازات»، سأفرد له مقالة الأسبوع القادم بإذن الله.

صالون «سر لمينا»، أسَّسته الدكتورة نورة الشملان في مايو 2021م، بعد تشاور ومباركة من وزارة الثقافة. «سر لمينا»، مُكوَّن من أحرف أسماء بنات الدكتورة نورة «لينا، لميس، سارة»، وهو يُمثِّل تخليداً ليس شخصياً كما اعتدنا عليه في الصالونات الثقافية والأدبية التي تقترن بأسماء أصحابها، ربما رؤية مستقبلية لاستمرار الصالون عبر الأجيال وأتمنى ذلك.أُنشئ الصالون في مايو 2021م، بعد تشاور ومباركة من وزارة الثقافة، وهو نصف شهري، يأمُّه نخبة المثقفات في مدينة الرياض، ويستضيف النخب الثقافية والعلمية؛ استضاف في أولى لقاءاته الأميرة موضي بنت خالد، وحديث عن تجربتها في مؤسسة الملك خالد الخيرية، وجمعية النهضة النسائية، وتجربتها في مجلس الشورى. ثم استضاف على التوالي كلاً من: د. نادية التميمي، د. نوال العيد، د. عزيزة المانع والحديث عن رؤية 2030 وطموحات المرأة، الأميرة عادلة بنت عبدالله، حول نشاطها وتدرجها في العمل الخيري، د. سعاد بن عامر، الأميرة مضاوي بنت مساعد، الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي آل سعود رئيس مجلس إدارة نيَّارة للاحتفالات والمؤتمرات، الأميرة نورة بنت محمد وعلاقتها بالعمل الخيري بين الجنوب والقصيم والرياض، الأميرة سميرة آل سعود مؤسِّسة أول معهد للتوحُّد، وحديث عن تجربتها مع طفلين أحدهما مصاب بالفصام والآخر بالتوحُّد، الدكتورة ثريا عبيد، وتجربتها في الأمم المتحدة، الأميرة مشاعل بنت محمد، د. مها المنيف، هند العميل، ثم الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي، وشباب الغد، وتكرمت الدكتورة نورة بدعوتي لحضور لقاء الدكتورة بدرية البشر.

مهما تدفقت المياه في الجداول إلا أن حدثاً جللاً يمكن أن يوقف تدفقها، يجف نبعها وتجدب أرضها، إلا إذا هطلت السماء بغيث المحبة والصداقة، ليعود الدفق وتعود الحياة، كما حدث عقب توقُّف صالون الدكتورة نورة لمدة ثمانية أشهر عقب وفاة فلذة كبدها المفاجئ في 20 فبراير 2022م.

ضغط الأحبة كما تقول: انتشلني من الجو الكئيب الذي عشت فيه. قالت أيضاً: صالون «سر لمينا»، جهد شخصي لا يرتبط بأي جهة حكومية أو خاصة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store