Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل العالم على حافة حرب مدمرة ثالثة..؟!

A A
ضراوة الحرب في أوكرانيا تزداد في كل دقيقة وثانية.. قتل ودمار وحشود من الطرفين الروسي ودول حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية المنقسمة على نفسها -بعد الانتخابات النصفية الأخيرة- في كيفية التعامل مع مسارات دعم أوكرانيا بالمال والعتاد العسكري بعد أن دفعتها لاستفزاز روسيا بقيادة بوتين رجل الاستخبارات المحنك الذي لم ينسَ سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك منظومة حلف وارسو وسقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا بشكل مهين لروسيا التي خسرت في الحرب العالمية الثانية ما يزيد على عشرين مليونًا من أبنائها في تلك الحرب.

وروسيا كما هو معلوم بلد كبير وعريق الثقافة وغني بالمواد الأولية مثل البترول والغاز وغيرها، استطاعت أن تستعيد قواها وترتب أمورها الداخلية وتمد شبكات الطاقة للدول الأوروبية وتجعلها تعتمد عليها ومشهد الأزمة الاقتصادية في أوروبا أكبر دليل على ذلك.

ضراوة الحرب بين روسيا وأوكرانيا المدعومة بقوة من الدول الغربية تقترب من إشعال فتيل حرب نووية وإذا غاب العقل والحكمة في القمة من قبل القيادة الروسية والأمريكية فإن دمار العالم يقترب من الانفجار الذي لن يسلم من آثاره أحد بسبب القدرة الكامنة في أسلحة الدمار الشامل لدى روسيا التي لن تقبل الهزيمة بالوسائل التقليدية وهي تملك القدرة على الرد المدمر، والمحك إلى أي مدى سيستمر حلف الناتو في التصعيد وضخ السلاح النوعي والأموال لدعم أوكرانيا؟ ولا بد أن هناك في أوساط صناعة القرار من يدرك أبعاد الدمار إذا نتج عن ذلك حرب عالمية ثالثة.

الصين حذرت من ذلك والهند تصطف بجانبها ولا يستبعد أن هناك من العقلاء والمفكرين في دوائر صناعة القرار من يستطيع كبح جماح التهور والمكابرة والأوهام المستترة وراء دوافع المصالح الضيقة فردية أم حزبية.

على مستوى الأمم المتحدة من الواضح أن الأمين العام ومستشاريه وأعضاء مجلس الأمن أصبحوا في أسر حق الفيتو الذي تستخدمه الدول الكبرى من أجل مصالحها وحماية أجنداتها السياسية في كل الحالات وسجلات مجلس الأمن والتجارب السابقة تشهد بذلك والدول العربية كانت ولازالت من أكبر ضحايا سياسة التسلط والطغيان، وإذا نشبت حرب عالمية ثالثة فستكون من أكبر الخاسرين بحكم موقعها الجغرافي وبعدها عن مطابخ صناعة القرارات الحاسمة في الحرب والسلم، وكلما اقتربت ساعة الصفر زاد التحدي والرعب وتهديد مصادر العيش وفقدان الأمن والاستقرار وإعاقة المشاريع التنموية في كل دول العالم النامية.

وصاحب القرار أيًا كان وفي كل مكان إذا لم يحط نفسه بمستشارين مقتدرين على تقديم المشورة الحكيمة المدعومة بالحقائق الواضحة ويعرفون كيف يقدمونها بأساليب تلقى القبول فإن القرارات الفردية معرضة لارتكاب أخطاء قد تؤدي إلى كوارث جسيمة، والحرب بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على أرض أوكرانيا حبلى بحدوث كارثة كونية.. وسيكون العرب أكبر الخاسرين لبعدهم عن مواقع التأثير في صناعة القرارات الدولية.. ولمحدودية إمكانياتهم الدفاعية أمام تصارع الأضداد الذين يمتلكون أسلحة الدمار الشامل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store