تفاصيل كثيرة مدهشة سردتها سمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي آل سعود، خلال استضافة سموها، في صالون نورة الشملان الثقافي «سر لمينا»، 3 يناير 2023م، تحدثتُ عنه في مقالة الأسبوع الماضي.
كان حضوري الأول لصالون ثقافي في مدينة الرياض، وبذلك الحضور المكتنز بالشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والثقافية من مدينة الرياض ومن المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية للمملكة؛ صاحبة السمو الأميرة نوف بنت سلطان آل سعود، صاحبات السمو الأميرات، لطيفة، نورة، لولوة عبدالرحمن آل سعود، كما حضرت كل من مع حفظ الألقاب سعاد وعزيزة المانع، هدى العميل، سهير القرشي، سامية الإدريسي.
تحدثت سمو الأميرة نوف عن بداية انبثاق الفكرة، ومراحل تكوين مجلس إدارة الجمعية وانطلاقتها، والتطور الكبير الذي شهدته جمعية الغد للشباب من خلال الفروع التي تفرَّعت عنها: قافلة شباب الغد، جذوة، مركز القيم 2015م، والعديد من الفعاليات والأنشطة التي قامت بها الجمعية مع شباب من مختلف مناطق المملكة.
انبثقت الفكرة بعد حضور سموها مؤتمر سيدات الأعمال، ميلانو- إيطاليا 2007م، وبدأت بعض السيدات العرب والخليجيات في التفكير في تكرار إقامته في أوطانهن، إلا أن الذهنية المبدعة والمختلفة للأميرة نوف، وعشقها للوطن وإنسانه، جعلها تنشغل بالتفكير في خلق نموذج مبتكر يعود نفعه على الوطن بشكلٍ كامل، ومَنْ غير الشباب نفعا للوطن في غده؟.
بدأ تأسيس جمعية الغد في 2008م، وفي 30 أبريل 2010م تم الإعلان عن أول جمعية تعنى بالشباب في المملكة العربية السعودية، لتعزيز دور الشباب كشريك في الرؤى والمسؤوليات والطموحات، وتطوير إمكاناتهم وبناء قدراتهم وتنمية ثقافة المبادرة للمساهمة بدور فعال لتحقيق أهداف رؤية الوطن 2030، بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان: «آمل أن يكون منتدى الغد منارة لإبداعات الشباب وإنجازاتهم، ثم أرجو أن يكون المنتدى خير معين لمناقشة قضايا تهم هذه الفئة الغالية للمجتمع».
تحدثت سموها بسلاسة وإسهاب عن جمعية شباب الغد، وكأنها لا تنشغل بغيرها كما قالت في مداخلتها صاحبة الصالون الدكتورة نورة الشملان، كما أشارت الشملان إلى هذا التمكن الذي تنفرد به نوف الفيصل عند الحديث عن أحد مشاريعها، فهي تتحدث باستفاضة وشغف وكأنه مشروعها الوحيد.
تناولتُ جمعية الغد للشباب في أكثر من مقال، عندما حضرت قافلة شباب الغد في جدة في أولى انطلاقتها بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وأدهشني الحوار الذي أجراه معه شابان وشابتان على المنصة بذلك الحضور الذي ملأ قاعة هيلتون جدة.
أتصور أن أحد التحديات التي واجهت نوف واستطاعت أن تنتصر عليها بحنكتها وحكمتها وصبرها، هي مشاركة الشابات مع الشباب بنسبة متساوية تماما في ذلك الوقت، الذي كان يُحرّم ويُجرّم مشاركة المرأة في المحافل العامة.
حضرتُ أيضاً احتفالية جمعية الغد للشباب باليوم الوطني، 2017م، كانت احتفالية مختلفة في جامعة الملك سعود كما أذكر، حيث اشتملت على برامج نوعية ومبادرات علمية في كافة المجالات، بمشاركة الشباب والشابات وحضور العائلات بأطفالهم، والتجول بين كافة المنصات، والإنصات للشروحات الوافية حول المعروضات والابتكارات من الشباب والشابات.
ثارت الكثير من الأسئلة والأفكار في عقول وقلوب الحضور، وانطلقت أسئلة ومداخلات كثيرة فاض بها الوقت المحدد للقاء، لكن صاحبة الصالون كانت حازمة في انضباط وقت كل مداخلة، لذلك أزعم أن الجميع استفاد من الأفكار التي طُرحت حول الجمعية والشباب، ومن طرح الأفكار العديدة حول عدد من الموضوعات التي تصب في مصلحة الشباب والأطفال، الذين يُشكِّلون النسبة الأكبر في المجتمع، والذين يُمثِّلون عماد المستقبل وبناة الغد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
