Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

مذكرات بومبيو.. كيف سيقرأها الشعب الأمريكي؟!

A A
جرت العادة أن كل رئيس ومسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يكتب مذكراته بعد ترجله من منصبه.. يسرد فيها أهم المواضيع والمحطات التي مر بها خلال وجوده في السلطة ضمن فريق الإدارة العليا.. وزير الخارجية السابق في ولاية ترامب اختار عنوانًا مثيرًا لمذكراته (NEVER GIVE AN ENCH)، واتصف طرحه بقدر كبير من الشفافية والآراء التي ستكون مدار بحث وتدقيق من قبل النقاد والمتابعين للسياسة الأمريكية خاصة أعضاء الحزب الديموقراطي والصحافة التي كانت ولازالت تعارض سياسة ترامب.. حيث كان السيد بومبيو وزير الخارجية في تلك الإدارة المثيرة للجدل خاصة بعد رفض ترامب نتائج الانتخابات وما تلاها من أحداث غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مثل محاولة اقتحام الكونغرس وإرهاب النواب والعبث برمز السياسة الأمريكية.

والكتابة عن السياسة الأمريكية ليست سهلة على غير المتخصصين في العلاقات الدولية والمتابعين للسياسة الأمريكية ولكن في عصر العولمة والبث المباشر المستمر بواسطة الأقمار الصناعية تقلصت المسافات وتوفر الاطلاع والاستماع لكل ما يكتب ويقال بالصوت والصورة عبر القارات وقنوات الأثير ولكن التخصص يبقى له أهمية قصوى في الأوساط الدبلوماسية ودوائر المحللين والمستشارين السياسيين.

والفارق بين بومبيو ومن سبقوه ومن أتى بعده أنه كان واضحًا وشفافًا فيما يخص سياسة أمريكا مع المملكة العربية السعودية وعلاقة البلدين العميقة منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وتابع الملوك والرؤساء الحفاظ على تلك العلاقات ومواكبة تطويرها مع مرور الوقت، وما شهده العالم من صراعات وتجاذبات وتحولات تنموية خلقت ظروفًا تتطلب الاستجابة لها مع صعود أجيال من الشباب السعودي الذين ابتعثوا للتعليم العالي في أمريكا وغيرها من دول أوروبا.

وبرغم العلاقات الوطيدة والاستثمارات العميقة والمشتروات السعودية الضخمة وربط سعر البترول بالدولار الأمريكي وسعر صرف الريال السعودي أيضًا بالدولار وضمان استمرار ضخ النفط بأسعار معتدلة، الإعلام الأمريكي بشقيه الصحف ومحطات البث التلفزيوني استمرت تعبر عن عدم الرضا عن سياسة السعودية والأمير بندر بن سلطان أحسن من أجاد الفهم والتصدي لها بقوة لدحض افتراءاتهم على السعودية.

وبعد مجيء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ازداد الإعلام ومن وراءه عداءً وشراسة ولكن السياسة السعودية صمدت لتلك التحديات وأثبتت أن المصالح متبادلة وأن لي الذراع لم يعد مقبولًا في العهد الجديد.. وما ذكره الوزير مايك بومبيو عن محمد بن سلمان كان منصفًا وستكون قراءاته مفيدة للشعب الأمريكي الذي يهتم بالتعامل مع السعودية لما قدمته من تسهيلات في مجال الطاقة ولازالت تقدمه بمميزات تنافسية مجزية للمستهلك والمصنع الأمريكي بصفة خاصة وللاقتصاد العالمي بصفة عامة ضمن سياسة دول أوبك بعيدًا عن المناورات الحزبية في السياسة الأمريكية.

فريق السعودية في مؤتمر دافوس كان طرحه واضحًا بأن سياسة وخيارات السعودية تحددها متطلبات التنمية المحلية المستدامة وتوازن تبادل المصالح مع الشركاء والبدائل متوفرة من مصادر متنوعة.. وخطة الطريق مبنية على رؤية 2030 والتنمية المستدامة كما أوضحها الفريق المشارك في دافوس وكررها وزير الخارجية سمو الأمير فيصل بن فرحان في عدة مقابلات في مناسبات أخرى.. ومن حسن الطالع أن سفيرة المملكة لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان تعرف المجتمع الأمريكي جيدًا وتجيد التعامل الدبلوماسي بامتياز بعيدًا عن المواقف الحزبية والإعلامية الشاذة في الويات المتحدة الأمريكية.

وبالعودة إلى مذكرات بومبيو وزير خارجية أمريكا السابق وآرائه المنصفة عن توجهات ولي العهد محمد بن سلمان الحازمة لتحقيق نهضة تنموية نموذجية رائدة في المملكة العربية السعودية والمشاركة الإيجابية على المسرح الدولي، ومن واقع الريل بوليتيك (REAL POLITICS) فإن أمريكا بحاجة لقيادة متزنة تأخذ في حساباتها كل جوانب الإيجابيات والمخاطر في السياسة الدولية.

وقراءة مذكرات مايك بومبيو وزير الخارجية السابق تعطي مؤشرات أنه من المحتمل أن يكون مرشح الانتخابات الأمريكية القادمة ضد بايدن وترامب وستكون حظوظه جيدة إذا أحسن اختيار الدخول بأجندة معتدلة بعيدًا عن التطرف من الحزبين جمهوري وديموقراطي..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store