Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الإنسان بين كوارث الحروب والزلازل..!

A A
بين روسيا وأوكرانيا حرب تهدد العالم بكارثة نووية لا أحد يعلم كم من الأرواح أزهقت في تلك الحرب من الجانبين التي مر عليها عام منذ بدايتها، والدول الكبرى تزج بالمزيد من الدعم المادي والعتاد العسكري المتواصل لدعم أوكرانيا.. وروسيا النووية بعمقها الجغرافي وحجم تراسانتها العسكرية والنووية مستمرة في القصف والتدمير بتداعياته على السكان ومرافق الحياة الأساسية في أوكرانيا.. قتل وتهجير الملايين وتدمير وخطر وتهديد برعب نووي قادم.

في مكان آخر من الكرة الأرضية حصل منذ أسبوع زلزال كارثي على الحدود التركية السورية وحتى اللحظة وصل عدد الضحايا إلى الثلاثين ألف قتيل (إلى وقت كتابة المقال) من كل الأعمار، والجرحى يقارب عددهم مئة ألف والتداعيات مستمرة.

التغطية الإعلامية العالمية أصبح تركيزها على الزلزال لأنه كارثة إنسانية حصلت فجأة لأسباب جيولوجية جغرافية لم تكن من فعل البشر كما هو الحال بين روسيا والغرب في أوكرانيا.. التعاطف مع ضحايا الزلزال عالمي وتفاعل الإنسان على أرض الواقع مثالي بامتياز لأنه يمثل نزعة إنسانية تلقائية جادة وصادقة لنجدة المصابين تحت أنقاض الزلزال المروع.

الحروب لها قوانين تحكمها، تراعي المواقع المدنية الحساسة مثل البنية التحتية من كهرباء ومياه ومستشفيات ومدارس واسعاف الجرحى... الخ..

في حالة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير تحدث فجأة ولا خيارات للمناطق وسكانها لأنها تحصل بأسباب تفاعل طبيعية وانزلاقات صخرية تحت الأرض من الصعب التنبؤ بها بدقة قبل حدوثها وتحديد حجمها.

في الجانب السوري منذ عقد من الزمن يعيش سكان المنطقة المجاورة لتركيا التي وقع فيها الزلزال حالة حرب أهلية ومليشيات إرهابية ونزوح إلى الأماكن الآمنة نسبيًا وعندما أصابهم الزلزال أصبحوا في وضع مأساوي لدرجة أن المناطق المنكوبة تلاقي صعوبات تعيق توصيل وسائل الإنقاذ والإغاثة تحول دون الوصول إلى المتضررين بسبب تسييس إيصال المعونات والدعم للمحتاجين.

عدة دول من بينها المملكة العربية السعودية اتخذت إجراءات مد جسر جوي لإرسال الدعم والمعونات الطبية وغيرها لمساعدة سكان المدن المنكوبة في سوريا وتركيا.. كما أن السعودية فتحت موقعًا لتبرعات المواطنين التي بلغت ما يزيد على مائتي مليون ريال حتى الآن ولازالت حملة التبرعات مستمرة.. تحديات الإعمار بعد الانتهاء من إزالة الأنقاض ستكون صعبة وتتطلب حشد دولي مكثف والمتوقع أن تنال اهتمامًا خاصًا من الدول المقتدرة ماديًا.

في حالة الحرب في أوكرانيا فإن دول حلف الناتو الغنية طرف في النزاع العسكري وستكون مهتمة بإعادة بناء أوكرانيا إذا توقفت الحرب عند حدود تقليدية ولم تحصل كارثة نووية.

وفي الختام إن صدمة الزلزال مؤلمة ليس للسكان المتضررين وحسب بل للمشاهد الذي يرى التفاصيل على شاشات التلفاز.. كان الله في عون سكان المناطق المنكوبة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store