Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

يوم بدينا مسيرة البناء

A A
اليوم يحتفي الوطن بسيرة البُنَاة؛ الذين وضعوا حجر الأساس لنهضة مختلفة عمَّت أرجاء وطن كان على صفيح الفقر والخوف والفوضى، فأنعم الله عليه بالخيرات والأمن والاستقرار.

كان متناحرا متفرقا، فأصبح وطناً قوياً متماسكاً أثلج صدر الصديق والحبيب من القريب والبعيد، وحيَّر الأعداء والحاسدين والمتربصين؛ الذين لم يألوا جهدا في تسليط حقدهم على كل ما يحدث في المجتمع من نهضةٍ وتقدم. لكن الوطن ينبض بالتغيير والنهضة في كل مجالاته، يسير إلى الأمام بخطى سريعة واثقة ثابتة.

البدايات لأي فكرة لتحويلها إلى مشروع؛ دائما تكتنفها العراقيل والصعوبات، والنجاح يأتي بالعزيمة والإصرار على تحويل البدايات إلى مسيرة تُحقِّق الأهداف. فكرة تأسيس وبناء وطن لا يُشبه أي فكرة أو مشروع، يمكن بالمال أو الرجال أو بهما معا، لكن تأسيس وطن لا يقدر عليه سوى رجال يمتلكون مواهب لا يملكها غيرهم؛ الشجاعة والإقدام، الطموح لتحقيق حياة أفضل لمواطنيهم بالبذل والعطاء. هذا ما دأب عليه أمراء آل سعود وملوكهم على مدى حكمهم - ثلاثة قرون - منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ، 22 فبراير 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود، إمام الدعوة الإصلاحية، توفي سنة 1179هـ- 1765م.

تولى الإمارة بعده، ابنه عبدالعزيز الذي اتصف بالكفاءة، مما ساهم في توسيع ممتلكاته حتى أصبح المنشئ الحقيقي لدولة آل سعود، حيث دام حكمه ثمانية وثلاثين عاما.

خلف عبدالعزيز، سعود الذي تمكن -رغم سنوات حكمه القليلة- أن يغدوا من زعماء العرب البارزين، وكني بسعود الكبير.

الدولة السعودية الثانية تأسست عام 1240هـ، 1824م على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وبعد عشرة سنوات من أفول الدولة السعودية الثانية نهضت الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وتوارث أبناؤه سدة الحكم على نهج والدهم الملك المؤسس للسعودية الكبرى التي ننعم بخيراتها حتى اليوم وإلى ما شاء الله.

اليوم ونحن نحتفي بتلك السيرة والمسيرة، نتذكَّر جهد المؤسسين الأوائل في تلك الحقبة الزمنية الموغلة في عمر الزمان، عندما كان كل شيء شحيحاً، إلا إيمانهم بقدرتهم على الجهاد ضد كل تلك الإمكانيات الفقيرة حولهم، وقسوة الصحراء، استطاعوا أن يفتحوا طاقة حلم بناء وطن أمام أبناء وأحفاد أسرة آل سعود التي توارثت الحكم جيلا بعد جيل.

مَن هم مِن جيلي يُدركون جيداً الفرق بين الأمس القريب جداً واليوم، قياسا على زمن التأسيس، فالأمس بالنسبة لأعمارنا يختلف عن أمس التأسيس وما حققه آل سعود خلال فترات حكمهم من أمن وأمان، وهذه النهضة التي تتسارع كل يوم.

لا شك أن كل أمراء وملوك آل سعود صنعوا نهضة تواكب عصرهم، وفي عهد الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، تسارعت خطى النهضة في كل مجال وفي كل اتجاه، حتى أننا نشعر بالفرق الكبير الذي أحدثته رؤية 2030 في مختلف مناحي الحياة، خلال بضع سنوات فقط.

أول مرة أنظر إلى شعار يوم التأسيس بتمعن، وأشاهد فيه عدة رموز تعبر عن مختلف جوانب الحياة التي كانت هي الأساس في صناعة أساس الدولة السعودية: العلم، النخلة، الصقر، الخيل العربية، السوق.

فالعلم هو الذي يحمل كلمة التوحيد ويعبر عن هوية الدولة، النخلة هي التي تنتج التمر، الغذاء الأساسي في تلك الحقبة وتنتج المواد الخام لصناعات يدوية يجيدها الجميع، الصقر وسيلة الصيد القوية في تلك الصحراء، والخيل هي الدبابة والطائرة والمقاتلة في تلك الأجواء، أما السوق فهو المكان الذي لا يستغني عنه مجتمع مهما صغر أو كبر. الدرعية هي العاصمة ومقر حكم آل سعود في ذلك الوقت.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store