Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

مَن المخطئ ؟!

A A
لابد من أن يكون هناك مخطئ ومصيب، ولابد أن تتباين الآراء، وتنقسم إلى مؤيد ومعارض، وخصوصًا عندما تصل الأمور إلى طريق مسدود بين طرفين، ولا نود أن نتغيَّر أولاً، وهذه صفة كافية لإفشال أي علاقة، ويكون هناك ضغوط قد يصعب عليهما الاعتذار لبعضهما، ومن يحتاج إلى الاعتذار أولاً، ولكن إذا وجد حافز، يصبح الأمر مختلفًا بكل تأكيد.

هو يقول، وهي تقول، وهم يقولون، هذه كلمات تبدأ من خلالها أحياناً نقاشات جدلية لا تستند على حقائق علمية، وحتى إن كانت غير ذلك، فعادة النقاش بها لا يصل إلى نتائج تُرضي الجميع، ويمكن أن يتحوَّل النقاش إلى جدال، والجدال يتحول إلى صراع، لإثبات كل طرف وجهة نظرة ورأيه، على حساب أن الطرف الآخر هو المخطئ دائماً، وكل منهما يعلق في موقف شديد التأزم.

نحن نبحث تلقائياً عن شخص نلقي عليه اللوم، لأن معظم العلاقات تكون في نمط دائري، وكل طرف يثير سلوك الطرف الآخر، وليس المهم مَن يبدأ الأزمة، بل ماذا يمكن لكل طرف أن يفعل ليُغيِّر سلوكه في هذه العلاقة.. هل ممكن أن تقول أنا آسف على ما جرى من جانبي؟!.

هذه خطوة أولى جيدة، لأن من الجيد أن نعتذر عن جانب المشكلة الخاص بنا، عندما نعرف ما الجانب الذي أخطأنا فيه، والتأسُّف لابد أن يكون مقترنًا بتغيُّر السلوك، وعدم تكراره، فالاعتذار يُداوي الجروح، ويمحو ظلم، ومن حسن الحظ أنه يمكن لتعديل طفيف من جانب طرف واحد إحداث فرق كبير، لأن ما إن غيَّرَتَ سلوكك، فلن تمضي العلاقة في المسار المعتاد نفسه، بل إلى تحسُّن ملموس ومُؤثِّر، وتقليص المسافات الحوارية، وطريقة التعبير عن الرأي، بعيداً عن التعصب واللوم، والانتقاد والتحدي المتكرر.

التغيُّر، مشروع طويل الأمد، وخصوصاً في العلاقات الهامة، وهذه بعض خصائصه:

• تقديم اعتذار متى كان مستحقا.

• جعل الطرف الآخر يشعر بالتفضيل والتقدير والتميز.

• احترام الاختلافات.

• التركيز على تغيير التصرفات الشخصية بدلاً من انتظار تغيُّر الطرف الآخر أولاً.

• التوقف عن إبداء التعليقات السلبية التي تنخر في العلاقات الإنسانية بشكل عام.

• التحلي بالإيجابية قولاً وعملاً.

• ضبط النفس في المواقف الصعبة.

• الهدوء في التحدث.

• الصبر لتغيير نمط مترسخ بالآخرين.

(الاعتذار ليس حلاً عندما تُكرِّر نفس الخطأ بعد كل اعتذار).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store