Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

نحن وإيران...!!

A A
.. في العلاقات بين الدول لا توجد عداوة إلى الأبد، ولا صداقة دائمة..

علاقات الدول تمر بتقلبات، وتتأثر بالظروف والأحداث، وتظل دائمًا الحكمة والحوار هما الأكثر أهمية ورجاحة من أجل تحقيق السلام والاستقرار..

*****

.. ونحن وإيران بيننا مشتركات فرضتها الجغرافيا وفرضها التاريخ، ومهما يكن من أمر ورغم الاختلافات السياسية والعرقية والمذهبية فأن العلاقات بين البلدين لابد وان تحتكم إلى صيرورة هذه المشتركات وهذا ما عبر عنه سمو ولي العهد بجلاء: «إيران جارتنا للأبد، ولن نتمكن من التخلص من بعضنا بعضًا، ويجب حل الأمور بيننا».

وهذا السياق سبق وأن أكده سمو الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-: «إيران دولة مسلمة، وإيران دولة جارة، وعلينا أن نتعامل معها على هذا المستوى»..

*****

تاريخيا نذكر أن الملك عبدالعزيز دعى إيران كدولة جارة ومسلمة لمؤتمر مكة الشهير عام 1344 هـ وبدأت بعد ذلك العلاقات الرسمية.. ونذكر أن الملك عبدالعزيز وهو يختار حمزه غوث كأول سفير سعودي في إيران عام ١٩٤٧ بعد انقطاع العلاقات لفترة قال: «الآن من مصلحة الجميع أن تعود العلاقات بيننا وبينهم» .

انه ذات السياق الذي نشهده اليوم....!!

*****

.. ورغم أن العلاقات شهدت بعض النمو وتم توقيع اتفاقات أمنية وسياسية، وشهدت زيارات رسمية متبادلة، إلا أن هذه العلاقة بدأ يسودها التوتر في الكثير من الأحايين بعد قيام الثورة الخمينية كما قطعت في أحيان أخرى..

*****

.. وقد تضررت المنطقة كثيرًا في الوقت الحاضر بسبب تدخلات إيران في بعض الدول العربية وتكوين مليشيات وأذرع موالية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار..

*****

.. ولاشك بأن المملكة وإيران دولتان محوريتان ولهما ثقلهما على المنطقة والعالم وتقاربهما يسهم في تحقيق الأمن والسلام وانعكس هذا في تلك الأصداء الواسعة عربيًا وقاريًا ودوليًا التي أعقبت ظهور البيان الثلاثي..

*****

.. البيان فيه الكثير من الواقعية السياسية التي استوعبت الملفات الشائكة ما بين الرياض وطهران، وفي مقدمتها الهاجس الأمني حيث استند إلى الاتفاقية الأمنية عام 2001 واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ثم شرعن ذلك بمواثيق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والأعراف والمواثيق الدولية وختمها بلغة العمل السياسي المستقبلي «الحوار لحل الخلافات»..

*****

.. ومن قراءة المعطيات يتأكد الجدية والشفافية والمصداقية التي تمت بها المناقشات على مدار عامين ما بين مسقط وبغداد وبكين..

وهذا يجعلنا نتفائل كثيرًا بالنتائج ليس على مستوى البلدين فحسب ولكن على مستوى المنطقة بالكامل...

*****

.. أخيرًا.. أثبتت الصين أنها شريكٌ يمكن الوثوق به بخلاف أولئك الذين أزعجونا بشعارات «الحلفاء» و»الشركاء» وهم في عكس الاتجاه..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store