Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل تعبت إيران من العزلة الدولية..؟!

A A
منذ ثمانينات القرن الماضي وإيران في حالة حرب داخليًا وخارجيًا.. خارجيًا عبر تصدير الثورة إلى دول الجوار العربي ومن بعد تحول بسبب شبكاتها الإرهابية إلى دول العالم وصراعها مع منظمة الطاقة النووية من خلال العناد والتمرد على كل الأنظمة التي تحكم سلوك الدول المنظمة لمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليًا والاعتداء على السفارات واحتجاز وقتل الدبلوماسيين ضاربة بالأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط والمتضرر في المقام الأول الشعب الإيراني.

أيضًا تجييش المليشيات الإرهابية في عدد من الدول ودعمها بالمال والسلاح والتدريب حصل ذلك ولازال في لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول مجلس التعاون العربي الخليجي.

أمريكا تزعمت المقاطعة بسبب تصرفات إيران وما يترتب عليها من أضرار بالملاحة الجوية والبحرية وطرق التجارة العالمية.. والدول الأوروبية اتصفت باللين بزعم أنها قادرة على احتواء إيران من خلال لعبة ازدواجية المعايير والاستفادة منها على حساب الدول المتضررة وفي النهاية بدأت تقتنع بأن سلوك إيران أصبح نقمة الدبلوماسية العالمية وأضرار بدون نتيجة.

البيان الأخير كما يبدو برعاية الصين.. ولكن هل تستطيع أي دولة ضمان تغيير سلوك إيران العميق بكل ما يحمله من رواسب التاريخ والخرافات التي لم يعد لها مكان في القرن الحالي، والمثل يقول إذا أردت أن تختبر مصداقية أي نظام سياسي أنظر للطريقة التي يعامل بها الشعب الذي تسلط عليه ويحكمه بالنار والحديد وإيران المثل الأعلى في ذلك والاضطرابات الأخيرة ضد المرأة أكبر مثل على مصداقية ذلك القول.. إيران تدخلت بطرق غير مشروعة في أربع دول عربية وأفشلتها -اليمن ولبنان والعراق وسوريا- وشعب الأهواز الضحية الكبرى والكذبة الكبرى أيضًا دعوى تحرير القدس.

ومع كل ذلك من المؤكد إنه لا يوجد من يعارض التقارب وإعادة العلاقات الدبلوماسية ولكن بشرط أن تغير إيران سلوكها وتطوي صفحة الماضي وتتعامل بأسلوب حضاري مع البعثات الدبلوماسية ومقارها المحصنة حسب اتفاقية جنيف وغيرها من المواثيق المتفق عليها بين دول العالم.. والسؤال هل فاوضت إيران للتوصل للاتفاق الأخير بجدية وحسن نية وقناعة أم إنه تم تحت مبدأ التقية.. وهم يعرفون ماذا تعني التقية عند الخميني (وربعه)!

كما يجب أن تكون حزمة الاتفاق شاملة وغير قابلة للانتقائية تراعي حقوق الإنسان والكف الكامل عن معادات شعوب الدول المجاورة وعدم الإضرار بالمصالح المشتركة حتى لا تعود العلاقات عند أي خلاف بسيط إلى المربع الأول الذي تسبب في قطع العلاقات عدة مرات في الماضي.

وخلاصة القول إن إيران لديها مشكلة داخلية وكلما اشتدت أزماتها تقوم بتصديرها إلى الخارج ودول الجوار عانت من تلك التصرفات على مدى أربعة عقود فهل تنجح المقاربة في هذه المرة أم إنها مجرد مناورة لامتصاص غضب أزمتها الداخلية؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store