Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

لطيفة.. وجذور الفن

A A
خلال أمسية تدشين كتابها الفني «جذور»، الذي جمعت فيه جهد السنين، في طباعة فاخرة وورق مصقول، بالألوان والصور والشروحات التفصيلية للأعمال التي ضمّها الكتاب، اكتشفتُ براعة صديقتي «لطيفة درويش» وإبداعها في تصميم أعمالها الفنية المتنوعة، بين الرسم على البورسلين، والنحت، واستخدام الفضة والأحجار الكريمة، والعديد من الخامات المختلفة لإنتاج أعمال فنية بديعة، حتى الإكسسوارات والمجوهرات.

زرت ورشتها ومعرضها في منزلها مرات، لكن النظرة السريعة والشاملة تختلف عن النظر الدقيق والمتمعن في الكتاب، ومعرفة تفاصيل العمل.

الكتاب من القطع الكبير، باللغتين العربية والإنجليزية، يحتوي الكتاب على قسم الفن الإسلامي، وهو مزيج من القطع الأثرية والأعمال اليدوية الدقيقة والمواد المميزة المستخدمة في إنجاز القطع المبهرة.

القسم الثاني بعنوان: «كنوز قرآنية»، يضم اللوحات التي تبرز جمال الخط العربي وجمال وثراء بعض الآيات القرآنية، القسم الثالث بعنوان: «قصص لا تنسى»، يضم عدداً من اللوحات التي تُصوِّر عراقة التراث والتقاليد والتاريخ، بالإضافة إلى بعض المقتطفات الحديثة في قصص يمكن رؤيتها من خلال وجهات نظر مختلفة.

القسم الرابع بعنوان: «خيوط شرقية»، يضم سلسلة من القطع الخزفية المرسومة يدوياً، وكل منها يُوضِّح قصص الشخصيات والتقاليد الشرقية، باستخدام الألوان الشرقية الغنية مع إضافة اللمسة الغربية، وهو ما جعل هذه الأعمال الفنية متميزة وفريدة من نوعها.

القسم الأخير يضم مقتنيات تراثية، حيث تروي الفنانة التقاليد من خلال عرض القطع الفنية الملهمة، التي تُمثِّل كل منها قصتها الخاصة، كل قطعة مصنوعة يدوياً باستخدام مواد غنية.

وأنت تتصفح الكتاب لابد أن تتوقف عند كل صورة ولوحة، مثلاً لوحة «همسات الزهور» مرسومة باليد على لوح بورسلين، لوحة أخرى «رحلة في الصحراء»، رسم باليد على لوح البورسلين وإطار ذهبي مصقول يحيط باللوحة، لوحة «سباق الهجن»، تصوير لسباق الهجن الذي يعتبر من أكثر الرياضات التقليدية، وهي مرسومة باليد على لوح بورسلين.

«الرقص بالألوان»، لوحة زيتية على القماش، عن الإيقاع والحركة من الفلكلور العربي، لوحة زيتية أخرى على قماش تُظهر سحر السيدة البدوية وهي تحمل مجوهراتها.

«من التراث» لوحة زيتية على قماش تُمثِّل رموز بديعة تاريخية من عصر المماليك، لوحة أخرى زيتية على قماش لتصاميم السبحة التقليدية مع زينة زخرفية، لوحة «ليلة القدر»، وهي زيت على قماش، تُصوِّر ليلة القدر، حيث السماء مباركة بالمغفرة.

كما يضم الكتاب صور العديد من المجسمات الفنية المستوحاة من جدة التاريخية كالروشان، بالإضافة إلى القطع الفنية التي تروي قصة الأنواع المختلفة من أغطية الكسوة القديمة للكعبة المشرفة.

ثلاثون عاماً، هو عمر مشوار الفنانة لطيفة درويش، بدأتها منذ عام 1989م، فهي فنانة في كل تفاصيل حياتها، في علاقاتها، وفن التواصل مع الآخرين، كذلك طوعت الخامات والتراث، الماضي والحاضر لإنتاج فن مختلف، تألق الفن على البورسلين بإطلالة الماضي، تفوح منه رائحة البخور والعود لتملأ المكان، كما يطالعك وجه المرأة السعودية بزيها المكي بالمحرمة والمدورة، وأخرى بالزي العسيري في الحقول.

الفنانة لطيفة درويش، طورت اهتمامها بالفن منذ سن مبكرة عندما كانت تدرس في القاهرة، وهي من هواة جمع اللوحات والمقتنيات القديمة، كما تعلمت من فنانين مشهورين تقنيات فنية مختلفة بما في ذلك الآيتان وصناعة الخزف والرسم بالألوان والرسم بالزيت، ثم عملت على دمج تلك الأعمال الإبداعية من خلال إدخال عنصر من الثقافة في أعمالها، كما انتظمت في دورات دراسية مكثفة في مجال الفن الإسلامي في مدرسة برنس للفنون التقليدية، شاركت في خمسة معارض فنية في مدينة جدة، وخمسة معارض فنية في مدينة الرياض، وفي معرض دولي واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994م.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store