كنت من أوائل الكُتاب الذين رحبوا بإنشاء مركز الحوار الوطني، لأهميته وقيمة الأهداف الوطنية التي سيضطلع بها وأسس من أجلها، ولعل من تابع مسيرة هذا المركز منذ إنشائه حتى الآن يجد أنه قد حقق العديد من الإنجازات التي كان لها الدور البارز في نهضة المملكة ورقيها، وعالج العديد من السلبيات التي قد تتعارض والمستهدفات التي تصبو إليها البلاد تقدماً ورفعة.
وأذكر أنني قد أسهمت بالعديد من الآراء والمقترحات في كثير من حوارات هذا المركز منها ما كان خلال الحوارات التي دُعيت إليها، ومنها ما نشرته في بعض الصحف، عن الهجرة من القرية للمدينة، أسبابها وكيفية علاجها، وقد نوقش هذا الموضوع ضمن أحد حوارات المركز، وأصدر بشأنه توصية اتسمت بالقبول والاستحسان.
ورغم الجهود الفاعلة والمتابعة الجادة من المركز حيال الحد من نزوح سكان القرى للمدن، إلاّ أن الموضوع لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسة والمتابعة، ولن يتأتى ذلك في نظري إلا بتحقيق المستهدفات التالية:
- توطين وظائف القرى وحصرها على خريجي وخريجات أبنائها وبناتها.
- التوسع في فتح المعاهد الصناعية والمهنية في القرى لاستقبال خريجي وخريجات أبنائها. - المزيد من فتح الكليات الجامعية المتخصصة في القرى لدخول أبناء تلك القرى فيها.
لأن دوافع الهجرة ومسبباتها من القرى للمدن هي أن خريجي وخريجات القرى غادروا قراهم سعياً للحصول على الوظائف التي لا توجد إلا في المدن الأخرى، وتبعاً لذلك كانت هجرة الأهالي من قراهم للإقامة مع أبنائهم وبناتهم في الأماكن التي عُينوا فيها، ولهذه الأسباب نجد أن كثيراً من القرى أصبحت أطلالاً وخالية من سكانها، وكأنها لم تكن في يوم من الأيام آهلة بأهلها، وعامرة مزارعها بألوان المحاصيل الزراعية المتنوعة التي تشتهر بها بلادنا.
* خاتمة: لقد أولت وتولي الدولة -أيدها الله- جُل عنايتها بالقرى والهجر وأهلها، كسائر المدن الأخرى، بتوفير متطلبات الحياة في شتى المجالات والأصعدة، وكان للقرى وأهلها النصيب الوافر من رؤية المملكة 2030 بتوفير الوسائل والمستهدفات التي تعينهم على الاستقرار الدائم والحياة الكريمة في قراهم، بعيداً عن الهجرة والنزوح للمدن الأخرى، وكلنا ثقة في أن الجهات المعنية في الدولة حريصة على تحقيق الآمال والمستهدفات التي يتطلع إليها أبناء القرى وفي طليعتها الحد من دواعي النزوح والهجرة للمدن الأخرى.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
