Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

لا يعنيك!!

A A
للجميع.. ممكن تجاوب على الأسئلة التالية:

- كم عمرك؟

- إذا كنت موظفاً، كم راتبك؟

- لماذا لم تتزوج حتى الآن؟

- لماذا لم تنجب حتى الآن؟

- كم رصيد حسابك في البنك؟

- لماذا لم تسافر في الصيف؟

- لماذا سافرت بالصيف؟

- لماذا اشتريت سيارة؟

- لماذا تقرأ؟

- لماذا ولماذا وكم....؟

هناك أسئلة كثيرة تُطرح علينا بسبب، وأكثرها تُطرح علينا بدون سبب، سواء كانت من مُقرَّبين لنا، أو حتى من غيرهم، أسئلة محرجة تُرهق وتُحرج، وأخرى كثيرة تتدخَّل في خصوصيتنا، بدون وجه حق من قِبَل السائل، لا أعرف حقيقةً ما هو هدفها أو غايتها؟، وماذا يستفيد سائلها؟، وماذا ستُحقِّق له سوى الإحراج من الإجابة التي قد تغضب الجميع.

مع كل الأسف، هذا حال الكثير في مجتمعنا، يريد أن يعرف ويشغل أو يُقحم نفسه في حياة الآخرين، ويتتبع أخبارهم وخصوصيتهم، ويستهلك من الوقت الكثير حولها، دون أن يُحقِّق أي نفع يعود له في حياته ومستقبله، ما أريد أن يعرفه الجميع عني؛ هو ما أُطلعهم عليه، وغير ذلك فهي أمور شخصية، ليس من حق أي شخص أن يتجاوزها أو يقتحمها، هذا ما يتوجب على الجميع الالتزام به تجاه الآخرين.

لا يعنيك، جملةً لا أرغب شخصياً أن تُقال لي، لأي سؤال أطرحه، فلذلك يجب أن أنتقي أسئلتي، وأُدرك حقيقة الشخص الذي أُوجِّه إليه نوع الأسئلة، ومكانتي الشخصية التي تسمح لي بطرحها، وإلا سوف أسمع منه إجابة بأن هذا الأمر لا يعنيك تماماً!!.

هل تُدرك أن جملة «لا يَعنيك» من حُسن الإسلام؟، قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)، نعم هذا نهج كل المسلمين، فعلينا الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن الحديث ينهى المسلم عن التكلُّم في ما لا يعنيه، ويُبيِّن أن من كمال إسلام المرء تركه ما لا تتعلق عنايته به، ومَعْنَى أن تترك مَا لا يعنيك: أَي ما لا يُهِمُّك ولا يليقُ بك قولاً وفعلاً ونظراً وفكراً، وحقيقةً ما لا يعنيك هو ما لا تحتاج إليه في ضرورة دينك ودنياك، ولا ينفعُك في مرضاة ربك.

«لا يعنيك»، تؤدي إلى قساوة القلب، ووهن البدن، وتعسير الرزق، وقد يُسمِع الإنسان ما لا يرضيه، وفيه مضيعة للوقت فيما لا يُفيد، ولنعلم بأن المسلم مُؤاخَذ ومُحَاسَب حين يكون فضولياً، ويتكلم فيما لا يعنيه..

إن من أسباب مفسدات الأخوة وقطع المودات بين الناس، التدخل في الخصوصيات، وإقحام النفس في ميادين لا علاقة له بها، مما يسميه الناس في هذا الزمن، التطفل والفضولية، لذلك فإن من علامات توفيق الله للعبد، عدم تدخله فيما لا يعنيه، كالاشتغال بتتبع أخبار الناس الخاصة.

وعمدة الدِّين عندنا كلمات

أربع من كلام خير البرية

اتَّقِ الشبهات، وازهد، ودع ما

ليس يعنيك، واعملن بنية!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store