Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

ولائم العزاء بين التحريم والإباحة!

A A
تعود كثير من الأصدقاء، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تبادل الموضوعات النابضة بما يفيد المرء في حياته وأخراه، وما يجب تجنّبه منها ومحاربته.

وقبل أيام أرسل لي أحد الأصدقاء عبر الواتساب موعظة بليغة لفضيلة الشيخ سعد العتيق، الداعية والمفكر الإسلامي المعروف، فجزاه الله خيراً على ما قام ويقوم به من دروس ومواعظ وبحوث، وجعل ذلك في ميزان حسناته، يؤكد فيها أن عملية الولائم التي تُقام للميت هذه الأيام وما يتخللها من تكاليف ما أنزل الله بها من سلطان مخالفة للحديث الصحيح (اصنعوا لآل جعفر طعاماً) ونهى فضيلته عن إقامة هذه الولائم والتي يُساء للميت من خلالها أكثر مما يُحسن إليه.

وأذكر أن الطريقة التي كانت تجري في القرية في الماضي ونحن صغار بالنسبة للميت، مخالفة لطريقة ولائم اليوم، فالعادة أنه إذا مات الشخص يقوم مجموعة من أبناء القرية بحفر القبر في المقبرة وبعد الدفن يعودون لبيت الميت وقد جَهّز لهم الميسور من الطعام تكريماً لهم مقابل جهدهم ثم ينصرف كل واحد إلى داره، ويتم العزاء إما عن طريق الصلوات واللقاءات ودون تحديد أيام أو مجالس لذلك، وقد تطورت هذه العملية فيما بعد حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وأصبحت تُقام في الاستراحات المعدة للأفراح وقلة منها تُقام في البيوت والساحات المطلة عليها بيوت الأموات خلال خيام معدة لذلك.

ونتيجة للتوجيه والإرشاد الصادر من أصحاب العلم والمعرفة ببدعية هذه العملية وقناعة بعض المواطنين بذلك، فقد طرأ عليها تخفيفاً قليلاً في الآونة الأخيرة، تمثل في أن بعض أهالي الأموات يوجهون رسائل عبر التواصل الاجتماعي بأن ميتهم (فلان) قد انتقل إلى رحمة الله وأن الصلاة عليه في الجامع (الفلاني) والعزاء في المقبرة إشعاراً بعدم وجود مجالس مخصصة للعزاء كالعادة، وتمثل هذه الخطوة في نظري بداية لنجاح العملية والحد من استمرارها وتكاثرها بإذن الله.

* خاتمة:

طالما أن عملية الولائم التي تُقام اليوم سواءً في مجالس خاصة أو البيوت أو ساحات أو شوارع أو قصور أفراح مخالفة للسنة وتدخل ضمن البدع المحرمة، ونحن خير من يطبق السنة ويُحارب البدع، لماذا لا نتعاون في الإقلاع عنها ونستبدلها بالتعزية في المقبرة فقط، وتقدم لعائلة الميت الطعام عملاً بنص الحديث، أتمنى ذلك مع إسهام الجهات الدينية المختصة في الحد من هذه المسألة بالطرق التي تراها مناسبة.

* نبض:

بعض من يقيم هذه الولائم لا يملك تكلفتها -أحياناً- فيضطر للاستدانة تحاشياً للوم وتماشياً مع تقاليد المجتمع التي لا ترحم!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store