Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د.ساري بن محمد الزهراني

عبدالمحسن القحطاني: بدويٌّ لم تخذله أحلامه (5)

A A
"العقل يقدح جماحي"..

بتلك الكلمات يقف المفكِّر الدكتور عبدالمحسن القحطاني ما بين خطي الالتزام والتمرُّد، قال لي: "أنا من الشخصيَّات التي تقبل الجديد؛ ولكن عليَّ أنْ أُعيد نظمه، وأنْ أستبعد منه ما يشبه الموضة، وما يستقر منه هو الذي أبدأ في التناغم معه ويتلاعب معي -إنْ صحَّ التعبيرُ- لذلك أعتبر نفسي شخصيَّة مستنيرة في كل شيء، فرْق كبير في نظري بين الملتزم والعقلاني... فالملتزم يكون ملتزمًا بما قد لا يقبله العقل، فقد يفرض الالتزام سلطة المجتمع، أو سلطة الدولة أو الفكر، أمَّا أنا فالعقل يحكمني".

إنَّ مفهوم الثقافة عند الدكتور القحطاني يأخذ بُعدًا آخر لما هو سائد ما بين المهتمِّين بالثقافة، فالثقافة -كما يراها- تُسْتقى من كل شيء، من الكتاب، ومن التأمُّل، ومن مجالسة مختلف طبقات المجتمع، فهو يقول: "ربما تتعلَّم من عجوز تعجز عن كتابة حرفٍ واحدٍ؛ ولكن لسانها ينطق بالحكمة وفصل الخطاب... وربما تتعلَّم من سائق تاكسي، شريطة أنْ تُحسِن توظيف كل ما اكتسبته".

بدأت علاقة القحطاني بالحراك الأدبي بصورة فعليَّة من بواكر الدِّراسة الجامعيَّة في كلية اللغة العربيَّة؛ ولكنَّها أخذت بُعدًا آخر عندما كان عضوًا في نادي جدة الأدبي الثقافي عام (1405هـ)، ثمَّ أصبح رئيسًا له عام (1427هــ)، حتى عام (1432هـ) معتبرًا تجربة رئاسته للنادي ثرَّة مارسها وحاول جاهدًا أنْ يقدِّم شيئًا للمشهد الثقافي وللنادي الأدبي على وجه التحديد، وفي هذا السياق قال لي: "كان لديَّ إيمان كامل بأنَّه بدلًا عن الشتات والفرقة وإقامة المناشط في عدَّة أماكن متفرِّقة، ما دمنا نملك الأرض، فلماذا لا نُنشئ دارًا تُقام فيها تلك المناشط داخل هذا المكان؟! فسعيتُ لبناء قاعة كبيرة، وناديتُ بذلك حينما افتتح الأمير خالد الفيصل النادي، وقدَّم محاضرته (ثقافة الإحباط)، كانت الفكرة قائمة على بناء قاعة، ثمَّ تطوَّرت الفكرة حينما طلبتُ من أسرة الشربتلي -جزاهم الله خيرًا- أنْ يُنْشئوا في داخلها مكاتب، إضافة إلى مكتبة فوق القاعة، فتبرَّعوا بذلك، ثمَّ تطوَّرت الفكرة بتطوُّر الحياة وتقنياتها، خاصَّة بعد أنْ أنجزنا ذلك المبنى، فطلبتُ من ذات الأسرة -أيضًا- إنشاء مكتبة رقميَّة؛ لربطها بالمكتبة التي تبرَّعوا بها، فوافقوا على ذلك".

وعن أبرز المنعطفات والتحوُّلات التي أحدثها في النادي الأدبي إبان رئاسته قال: "لا أستطيع التحدُّث عن منعطفات رحلتي الأدبيَّة؛ بل يفعل ذلك الآخرون.. كل ما فعلته هو أنَّ الأشياء التي كانت موجودة من دوريات أبقيتها، وما كان منها متوقفًا أعدت بعثه، فهناك قراءة النص استمرت ولكن تغيَّرت المحاور والمضامين، كما أنَّ النشاط الذي أُحدث في ست سنوات على المنبر يفوق النشاط الذي حدث في أربعة عشر عامًا الماضية".

وللحديث تتمة،،،

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store