• (قال معاوية رضي الله عنه: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس (شعرة) ما انقطعت؟ قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنت إذا شدَّوها خلّيتها، وإذا خلَّوها شددتها).. كلمات نابضة بالحكمة، يوطدها معاوية رضي الله عنه، كدرس يُسار عليه في حسن التعامل مع الآخرين، وصارت (شعرة معاوية) مثلاً يستشهد به معنى ومبنى؟.
* * * * * * *
• قالت العرب: (يُعرَف الرجل من ثلاث: من منطوقه، ومكتوبه، ومرسوله)، وتهدف هذه المقولة في مفهومها إلى تقييم واكتشاف رجاحة عقل وفكر الرجل (أي رجل) من خلال تعامله مع الآخرين؟.
وقديماً قال الشاعر:
إذا كنت في حاجة مرسلاً
فأرسل حكيماً ولا توصِه
وإن ناصح منك يوماً دنا
فلا تنأى عنه ولا تُقصِه
وإن باب أمرٍ عليك التوى
فشاور لبيباً ولا تُعصِه
وصدق الأثر: (ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار).
* * * * * * *
• الشيب قيمة ورحمة وبركة ووقار وتذكير، في حياة الإنسان، رغم أن كثيراً من الناس يحاولون التغاضي عن هذه الميزة الحسنة، وقد ألّف وكتب العديد عن مكانته وقيمته في الأدب العربي، شعراً ونثراً، وأثره في حياة الإنسان، ولابن الرومي في هذا قوله:
كفى بسراج الشيب في الرأس هاديا
إلى من أضلَّته المنايا لياليا
أمِنْ بعد إبداء المشيب مقاتلي
كرامي المنايا تحسبيني ناجيا
غدا الدهرُ يرميني فتدنو سهامه
لشخصي وأخلق أن يصيب سواديا
وكان كرامي الليل يُرمي ولا يرى
فلما أضاء الشّيبُ شخصي رآنيا
* * * * * * *
• قال جعفر بن محمد: (من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم)، قلت: وكم تكتظ بعض المجالس بالعديد من أمثال هؤلاء.
وصدق القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
* * * * * * *
• خاتمة:
من أقوال جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – المأثورة: (أنا مسلم، وأُحب جمع كلمة المسلمين: وليس أحبُّ عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين، وإنني لا أتأخر عن تقديم نفسي وأسرتي في سبيل ذلك). أجل! فلا غرابة أن يغرس جلالته هذه الخصال الحميدة في أبنائه، وأن يتأسوا بها ويسيرون على نهجها من بعده، في محبة شعبهم، وإخوانهم المسلمين، والسعي في جمع كلمتهم على الحق والعدل والسلام.. وبالله التوفيق،،
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
