أشرت في أكثر من موضوع، إلى العناية بمساجد وجوامع الطرق، وخاصة السريعة منها وأوردت بعض الملاحظات التي لمستها أثناء أسفاري المتعددة، وأداء بعض الفروض في مساجد بعض هذه الطرق، والتي تتركز في عملية التأثيث والنظافة والصيانة، وخاصة في دورات المياه وما في حكمها، وطالبت الجهات المعنية تكليف مراقبي المساجد بالقيام بجولات بين الحين والآخر لهذه المساجد، وتلافي ما يشوبها من ملاحظات حرية بالعناية والاهتمام والإزالة احتراماً لقدسية هذه المساجد باعتبارها (بيوت الله في الأرض) وفيها تُقام شعائر الصلاة، والمناسبات الدينية الأخرى.
وعلى الرغم من تطوير الطرق وشمولها بمقومات النهضة كالكهرباء والفنادق والشقق المفروشة والاستراحات المنظمة، والمتاجر الكبيرة، إلاّ أن بعض المساجد المقامة على هذه الطرق ما زالت بحاجة إلى تأهيل (تأثيثاً، وصيانة، ونظافة، وتوفير دورات المياه الكافية) وتحميل القائمين على خدمة هذه المساجد من عمال ومؤذنين وأئمة مسؤولية متابعة ذلك، والتواصل المستمر مع إدارة الأوقاف والمساجد في توفير المتطلبات الداعمة لاستمرارية صلاحية هذه المساجد في تأدية الأدوار المنوطة بها.
لقد بذلت الدولة وتبذل -أيدها الله- جهوداً ملحوظة وملموسة في العناية بالمساجد ووفرت لها كل المتطلبات التي تعينها على تأدية دورها الديني والإسلامي خير أداء، ممثلة في متابعة وتنفيذ وزارة الأوقاف والمساجد التي لم تألُ جهداً في توفير العناصر التي تقوم على خدمة هذه المساجد من عمالة ومؤذنين وأئمة ومنحتهم المكافآت السخية التي تعينهم على تأدية هذه المهمة الدينية السامية بكل جهد واقتدار.
* خاتمة: هناك العديد من محبي الخير، وخاصة في بناء المساجد، تأسياً بالحديث (من بنى مسجداً في الدنيا، بنى الله له بيتاً في الجنة) وأمام هذا العمل الخيري العظيم أتمنى على من يوفقه الله إلى تحقيق هذا العمل الخيري أن يتحرى أن تكون إقامة هذا المسجد في موقع مناسب وذي كثافة سكانية، فالملاحظ أن بعض المساجد تُقام في مواقع غير مناسبة وبعيدة الارتياد، وخاصة في المخططات الحديثة، فبعض المرافق ومنها المساجد تكون في أمكنة جبلية أو في منحدرات وأودية، بدلاً من أن تكون على ميادين فسيحة وشوارع كبيرة تتوفر فيها المواقف والحركة المرورية والسكانية.. وكلنا ثقة في في الجهات المختصة حيال هذه الملاحظات فجهودها وإنجازاتها غير خافية ومقدرة من الجميع.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
