تقوم أمانة محافظة الطائف هذه الأيام بحملة جديدة وتتمثل في قيامها بإزالة المظلات التي وضعها بعض المواطنين لسياراتهم على أرصفة منازلهم لحمايتها من حرارة الشمس وهطول الأمطار وعوامل التعرية، بواسطة شركات فنية متخصصة وبطرق تقنية حديثة، تتماشى «والمناظر الحضرية» ولا تتعارض مع سير المارة وعبور السيارات من تلك الشوارع أو تدخل ضمن إطار «التشوه البصري».
والسؤال هل هذه الحملة شاملة لمدن المملكة، وبتوجيه من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان أم هو إجراء اجتهادي من أمانة الطائف دون غيرها، وفي حالة كون مصدره الوزارة أو تنفرد به الأمانة فالأمر يحتاج إلى إعادة نظر، فقد وجد هذا الإجراء سائداً في بلدان عربية وغير عربية، ويُقام بطرق احترافية وفنية مقبولة، ويتفق مع المظلات التي أقيمت في كثير من مدننا ومنها الطائف، وبطرق تقنية جاذبة في «المنظر الحضري» ولا تتعارض مع عملية السير وما في حكمها.
في نفس الوقت أؤيد وأشيد بجهود الأمانة في معارضة أي إجراء تكون عائديته سلبية على نهضة وتطوير المدينة وتقدمها وإزالة المظلات التي تُقام بطرق عشوائية وتمثل في شكلها ومحتواها (التشوه البصري) أما المظلات الأخرى التي تُقام بطرق فنية وتقنية حديثة وجاذبة، للمنظر الحضري، فالكل يرحب بها، وهي بحاجة إلى إعادة نظر، وخاصة أن من أقاموها كلفتهم آلاف الريالات ونحن على ثقة في تقدير الوزارة للوضع وإعادة النظر فيه وحله بما يضمن المصلحتين العامة والخاصة.. ولا نظنها تعارض مع ما يتفق ومصلحة المواطن وراحته ولا يشكل مخالفة تتعارض والتنظيم المألوف مع ظروف العصر ومتطلباته الحياتية.
*****
* نبض: ذهبت لزيارة أحد الزملاء من وعكة ألمت به، فوجدته قد انتقل من الدار التي كان يسكنها لدار أخرى في حي آخر، ولما سألته عن سبب ذلك؟ قال لي: رأيت أن التغيير والتجديد في السكن والجوار فيه منافع كثيرة، وخاصة إذا شاب الجيرة ما يعكر صفوها، قلت سبحان الله بعض الجيران يحزنون ويتألمون على فراق جيرانهم، وتظل علاقتهم وطيدة ومستمرة بهم مهما بعُد المزار؟ تأسياً بالحديث (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) والبعض الآخر ينعدم فيهم هذا الإحساس رغم قوته وتجذره مودة وتفاعلاً بين بعض الجيران منذ الأزل.
وصدق القائل:
اطلب لنفسك جيراناً تجاورهملا تصلح الدار حتى يصلح الجار
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
