الحوكمة

يتردَّد مفهوم الحوكمة بشكل ملحوظ -مؤخَّرًا- في القطاعات المختلفة؛ لدورها الكبير في تحسين واستدامة أعمال أيِّ منشأة، ويعود تعريف الحوكمة -بحسب مفهوم مجمع اللغة العربيَّة- بأنَّها مرادف لمصطلح (الإدارة الرشيدة)، كما تُعرَّف الحوكمة بأنَّها مجموعة من القواعد والأنظمة والضوابط التي تنظِّم العلاقات بين أصحاب المصلحة، وتحقِّق مجموعة من المبادئ، كالعدل والشفافيَّة والمساواة، وهي -أيضًا- تدعم مراقبة نشاط المؤسَّسة ومتابعة مستوى أداء القائمين عليها. والحوكمة هي النشاط الذي تقوم به الإدارة، وتتعلَّق بالقرارات التي تحدِّد التوقُّعات، أو منح السلطة، أو التحقُّق من الأداء، وهي تتألَّف إمَّا من عمليَّة منفصلة، أو من جزء محدَّد من عمليَّات الإدارة أو القيادة، وفي بعض الأحيان تُشكَّل مجموعة من الناس لإدارة هذه العمليَّات والنظم، حيث تساهم في تحسين مستوى الاقتصاد، واستقرار الأسواق الماليَّة، وجذب الاستثمارات، وتساعد الشركات والمنظَّمات في الحصول على التمويلات اللازمة للنمو والتوسُّعات، كما تحمي استثمارات المساهمين من سوء الإدارة والقرارات غير المدروسة التي قد تقود إلى الإضرار بمصالح المستثمرين.

أما عن أهداف الحوكمة، فهناك العديد من الأهداف التي يمكن تحقيقها في المنظمات عند تطبيق الحوكمة فيها، مثل: وضع قواعد ومبادئ لإدارة المنظمات والمؤسسات والرقابة عليها، تحقيق العدالة والشفافية وضمان حق المساءلة، حماية حقوق المساهمين وأصحاب المصلحة في المنظمات، توزيع الأدوار والمسؤوليات عبر هياكل تنظيمية محكمة.

ومن أهم أطـر الحوكمة العالميَّة التي توضح المعايير والمبادئ المتعلِّقة بممارسات الحوكمة هي:

* مبادئ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

* تقرير كينج عن حوكمة الشركات.

* معايير الحوكمة للخدمة العامَّة.

* قانون ساربينز أوكسيلي (SOX).

* الاتحاد الدولي للمحاسبين (IFAC).

وهناك 8 مبادئ توجيهيَّة رئيسة تساهم في تطبيق حوكمة المنظَّمات وهي:

1- موافقة مجلس الإدارة على اختيار رئيس تنفيذي (CEO)، واعتماد إستراتيجيَّات هادفة إلى خلق قيمة مستدامة طويلة الأجل للشركة.

2- العمل على تطوير الإدارة وتنفيذ إستراتيجيَّة الشركة، تحت إشراف مجلس الإدارة، بهدف خلق قيمة مستدامة على المدى الطويل.

3- الكشف عن المعلومات الخاصَّة بتقييم السلامة الماليَّة والتجاريَّة للشركة ومخاطرها بشكل دوري.

4- إشراف لجنة التدقيق التابعة لمجلس الإدارة، بالتعاون مع المدقق الخارجي، على تدقيق البيانات الماليَّة السنويَّة للمنظَّمة.

5- تولي لجنة الترشيح أو لجنة تطبيق الحوكمة للمنظَّمة المنبثقة عن مجلس الإدارة، وضع أطر حوكمة المنظَّمة، وتشكيل مجلس الإدارة، بما يضمن التنوُّع في الخبرات وتلبية أهداف المنظَّمة.

6- تحديد لجنة المكافآت، التابعة لمجلس الإدارة، حِزَم المكافآت للمدير التنفيذي والإدارة العُليا، بما يخلق قيمًا محفِّزةً طويلة الأجل في إطار تطوير ثقافة تعويضات التنفيذيين، كما تضع سياسة التعويض على أساس الأداء.

7- الاهتمام بالرؤى والقضايا التي تهم المساهمين على نطاقٍ كبير، من خلال خلق قنوات تواصل بينهم وبين مجلس وطاقم الإدارة، خاصَّة في الأمور التي تؤثر على قيمة وتطوُّر المنظَّمة في المستقبل.

8- وضع مجلس الإدارة لمصالح جميع الفئات المستهدفة والمتعاملة مع المنظمة في الاعتبار عند اتِّخاذ القرارات.

(الفساد، هو عدو الحوكمة الجيدة والتطوير).