* كتب الأستاذ «حسين شبكشي» قبل أيام مقالاً لافتاً؛ حول شخصية يجمع الكثيرين على ثرائها الأخلاقي والإنساني والوطني قبل ثرائها المالي؛ هو رجل الأعمال والشوري السابق، والوجيه المديني المعروف «يوسف الميمني».. وقد أحسن الأستاذ «شبكشي» في عرض كثير من الجوانب الشخصية والعملية للأستاذ «يوسف الميمني»، لعل أهمها (رأس المال الاجتماعي) الضخم الذي يمتلكه «أبوفيصل»، والذي لا يختلف حوله أحد من معارفه، فللرجل قدرة عجيبة على النفاذ السريع للقلوب، بسبب صدقه الواضح، والخلق الرفيع الذي يمتلكه.
* لم أكتب مقال اليوم لتأكيد المؤكد وتعريف المُعرّف من شمائل العزيز «يوسف»، بل أردتُ فقط التأكيد على صفة مهمة ربما فات على زميلنا التطرق لها؛ رغم وضوحها، وهي الثقافة الواسعة والمبهرة التي أكاد أُجزم أنها إحدى أهم أسباب نجاحه الاقتصادي والاجتماعي، فالرجل ليس قارئاً نهماً لكل أنواع الثقافة وحسب، بل هو مثقف حقيقي وعاشق يملك في منزله مكتبة ضخمة، تحوي نوادر المخطوطات وروائع الكتب التي جمعها حول العالم، بالإضافة إلى صالونه الثقافي المميز، الذي يستضيف فيه نخباً ثقافية تناقش مواضيع شتى، خدمةً للمدينة المنورة بشكل خاص، وللثقافة السعودية عموماً، ولاشك أنك ستكون من المحظوظين إن كان رقم هاتفك مسجلاً في إحدى قوائم «أبي فيصل»، لأنك ستحصل كل يوم على كتب ومنشورات قيمة، بالإضافة إلى جرعات عالية التركيز من القراءات الموجهة المختارة بعناية المثقف.
* قد يظن البعض أن دور المثقف يقتصر على التنظير والكتابة أو الاستقراء الثقافي البحت، مهمّشاً دوره في المجتمع إلا من خلال كتاب أو محاضرة، ولا شك أن هذا خلل في المفهوم العام للثقافة، وتقليص مُخلّ لدور الثقافة التنموي في بناء الإنسان والمجتمع، وهو الدور الذي يُمثِّله بجلاء الاقتصادي. ونستطيع القول إن المجتمع الذي لا يملك ثقافة تنموية، ومثقفين على قدرٍ كافِ من الوعي الاقتصادي؛ يكون مجتمعاً ناقصاً، حتى لا أقول مشوّهاً؛ لأن الثقافة الفاعلة هي التي تأخذ بالمجتمع وتُسيِّره بصورةٍ طبيعية، وتجعله منسجمًا ومتكيِّفًا مع كل التغيُّرات الاجتماعية والحضارية السريعة.
* يؤمن الأستاذ «يوسف الميمني» بدور الثقافة والقراءة تحديداً في حياة الاقتصادي، وأنها ليست نوعاً من الترفيه أو (البريستيج) كما قد يعتقد البعض، بل هي إحدى أهم أدواته للنجاح والتأثير، وهذا مفهوم صحيح أكدته العديد من الدراسات التي ربطت بين النجاح المالي والقراءة، مستشهدة بأثرياء كبار مثل: (بيل جيتس) و(وارن بافيت)، ساهمت القراءة والاطلاع اليومي في زيادة وعيهم؛ وسِعة أُفقهم، وبالتالي تزايد تأثيرهم وتعاظم ثرواتهم.
* الاقتصادي المثقف ثروة وطنية ونقطة ضوء تنويرية، لأنه يمتلك إلى جانب القوة المعرفية؛ القوة المالية القادرة على التحرك والفاعلية، و»أبوفيصل» نموذج للمثقف المدرك لأهمية دوره الوطني في بناء المجتمع الفاعل.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
